كمسلم سابق، كنت أعتقد أن الكتب التي
نزلت قبل القرآن (أي الثوراة والإنجيل) هي كتب محرفة. ليس اعتقادا من نسج خيالي ولكن
هذا ما تعلمناه في حصص الدروس الإسلامية منذ الصغر. أليس كذلك؟
دعنا ندرس سويا بمحبة بعيدا عن كل
أشكال التعصب. ولا تنس أبدا أنني كنت مسلما وكان لدي نفس الشعور الذي ربما سوف
تشعر به إن كنت ممن يدافعون عن الإسلام بدون معرفة أو أسئلة عن هذا الدين. لذا
أنصحك أن تحظر مشروبا وتسترخ عند قراءتك حتى تستوعب ما تقرأه. وتذكّر أن الرب
أعطانا نعمة العقل لنبحث ونسأل ونميز لأن الإنسان مسؤول عن اختياره.
أولا ما هو الكتاب المقدس؟
عندما نعرف الكتاب المقدس نقول: هو
كلمة الله للبشر هو رسالة الله للبشر، هو رسالة شخصية لكل واحد منا. الله عبر
التاريخ في تعاملاته مع الإنسان. والكتاب ينقسم إلى قسمين وهما:
- العهد
القديم ويضم التوراة والزابور والأنبياء.
- والعهد
الجديد ويضم البشائر الأربعة والرسائل وسفر
الرؤيا
العهد القديم يؤمن به اليهود ونحن نؤمن به أيضاً لأنه تمهيد لمجيء السيد المسيح وبه نبوات ورموز عن شخص المسيح وبسبب ذلك
يضم الاثنين معاً. الكتاب المقدس هو كلمة الله الحية المحيية ورسالة شخصية لكل
واحد منا لي ولك لأن حب الله معلن فيه، محبة
الله للبشر، حب في الخلقة، حب في الرعاية، حب في الفداء، الحب في التمهيد لميراث
ملكوت السماوات والكتاب المقدس موحى به من الله.
هل مفهوم الوحي في المسيحية
مفهوم واحد مثل الإسلام؟
بالطـبع
يختلف، ففي المسيحية: كما ورد في
رسالة معلمنا بطرس الثانية إصحاح 1 وآية 21 : " لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة
إنسان بل تكلم أُناس الله القديسين مسوقين من الروح القدس" فالروح القدس هنا يفهم وسيرشدهم وينير في قلوبهم ويوحي إلى
أذهانهم فيعبرون بكلماتهم عن الوحي الإلهي والفكر الإلهي.
أما الوحي في الإسلام: في سورة البروج آية 21، 22 تقول : بل هو قـرآن مجيد في لوح محفوظ.
وفى سورة العلق آية 1 " أقرأ باسم ربك الذي خلق" أي دور محمد يقرأ فقط الكلام المكتوب منذ
الأزل عند الله. ويأتي مجزأ، في كل مناسبة يأتي لها سورة وهكذا على مدى 22 سنة.
هل يشهد القرآن أن الكتاب
المقدس هو موحى به من الله ؟
بعد أن قدمنا من الكتاب المقدس أنه يشهد لنفسه أنه معطى به من
الله بقى أن نشرح ما يثبت من القرآن أنه موحى به من الله.
- في سورة المائدة 44 " أن أنزلنا التوراة فيها هدى ونور
يحكم بها النبيون ".
- وفى سورة البقرة 87 "وقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من
بعدهم بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس"
- وهذا الكلام موجود في سورة الإنعام 92 وسورة الإسراء 2 وسورة المؤمنون 49. وكلها تقول
أن توراة موسى موحى بها من الله.
وأيضاً الزابور (مزامير داود) كوحي من الله في القرآن:
- في سورة الإسراء 55 يقول "وآتينا داود زابوراً"
وهذا الكلام موجود في سورة النساء 163 وسورة فاطر 25.
وأيضا كتب الأنبياء:
- فى سورة النساء 163 يقول "إنا أوحينا إليك
كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب
والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زابوراً " وهذا دليل على أن كل العهد القديم موحى
به من الله.
والإنجيل مذكور في القرآن أنه موحى به من الله:
- في سورة المائدة 46 " وقفينا على أثارهم بعيسى ابن مريم
مصدقاً لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور "
وكذلك في سورة المائدة
47 وفى سورة الحديد 27 .
وتوجد آية تذكر الكتاب
كله وحدة واحدة التوراة والإنجيل والزابور والأنبياء:
- في سورة العنكبوت 46 : "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن وقولوا آمنا بالذي
أُنزل إلينا وأُنزل إليكم"
- في سورة البقرة 146 "الذين أتيناهم الكتاب يعرفونه كما
يعرفون أبنائهم"
وهذه كلها آيات تشهد بأن كل الكتاب هو موحى به من الله
هل الكتاب المقدس محرف؟
هناك آيات قرآنية تتهم الإنجيل بالتحريف منها: سورة البقرة آية
75 " أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه
بعدما عقلوه وهم يعلمون"
- يفسر البيضاوي معنى هذا الكلام: " أفتطمعون أن يصدكم
اليهود وقد كانت طائفة من أسلافهم
يسمعون كلام الله ثم يحرفونه أي يؤولونه
ويفسرونه بما يشتهون وليس تغيير الألفاظ"
ونلاحظ التغيير في التفسير وليس الكلام. ونلاحظ أيضاً أنه فريق
منهم فقط وليس كلهم. إذاً أن بقية الفريق متمسك بالأصل وهنا نفهم أن الأصل كان
موجود.
وهناك ملاحظة أخرى، فيقول: يسمعون كلام الله ثم يحرفونه. بمعنى
أن كلام الله موجود ولكنهم
يحرفون المعنى أي تحريف في الفهم، وكلام الله بشهادة القرآن موجود. وملاحظة أخرى: يقول بعدما عقلوه أي فهموه أو فهموا
الأصل، فالأصل موجود لم يحرف ولكن حرفوا المعنى فقط
وهناك آيات أخرى كثيرة منها سورة النساء 46 "من الذين
هادوا (اليهود) يحرفون الكلام عن مواضعه
ويقولون سمعنا وعصينا وأسمع غير مسمع وراعنا لياً بألسنتهم وطعناً في الدين ولو
أنهم قالوا سمعنا وأطعنا وأسمع وانظرن لكان خير لهم وعصوا ولكن لعنهم الله بكفرهم
فلا يؤمنون إلا قليلاً ."
في القول من الذين هادوا نلاحظ أنه لم يقل من النصارى.
وبالمناسبة أتحدى أي آية في القرآن تقول أن النصارى حرفوا الكتاب المقدس فكل
الآيات تنسب إلى اليهود التحريف وحتى اليهود اتهامهم بتحريف المعنى وليس اللفظ
وهذا واضح في الآيات السابقة. فلا توجد في القرآن آية تقول أن النصارى يحرفون
الكتاب لا باللفظ ولا المعنى. والتحريف ينسب إلى جماعة من اليهود وفريق منهم وليس
جميعهم فإذن غالبية اليهود يؤمنون بالكتاب المقدس ولكن بعض منهم يحرفون الفهم وفى
قوله يحرفون الكلام عن موضعه، لاحظ عن موضعه.
- الإمام عبد الله يوسف في تفسيره هذا الكلام في صفحة 260 في
ترجمته عن معاني القرآن يقول: "يهود كثيرون كانوا شغوفين أن يمسكوا على النبي
الكذب فكانت آذانهم مفتوحة للحكايات التي تقال عن الرسول حتى من الناس الذين لم
يأتوا إليه"
وهذا ما يقصده محمد من التحريف، وهنا أيضاً التحريف خارج النص
الكتابي.
- ويفسر عبد الله يوسف علي يحرفون الكلام عن بعد مواضعه أيضا
قائلاً أن اليهود لم يكونوا أمناء مع كتابهم إذا كانوا
يحرفون معانيه. ونلاحظ هنا التحريف ليس في
الألفاظ والنص.
~ والمشكلة أن الذي يعترض في موضوع التحريف لا يفهم ولا يريد
الفهم فيأخذ كلمة ويطير بها: كتابكم محرف!!
أأنت تفهم معنى التحريف؟! اتبع ألفاظ الآية وأفهم وأقرأ عنها
تفسير كبار المسلمين وانظر ماذا قالوا عنها لتعرف أن التحريف ليس في النص الكتابي
ولكن في المعنى أو في فهم الكتاب المقدس.
- ويقول الزمخشرى: روى أن شريف من خيبر زنى مع شريفة وهما محصنان، (أي هو متزوج وهي متزوجة)
كل منهما بآخر وحكمهم الرجم بحسب التوراة، فاليهود رفضوا رجمهم لشرفهما فبعثوا رهطاً [جماعة] منهم ليسألوا رسول الله عن ذلك
وقالوا للرهط: إن أمركم محمد بالجلد فأقبلوا وإن أمركم بالرجم لا تقبلوا، وأرسلوا
الزانيين معاً ولما فحص النبي الموضوع أمر بالرجم فأبوا أن يأخذوا بكلام محمد فجعل
بينه وبينهم حكماً هو الحبر اليهودي ابن سورية فشهد بالرجم، وقالوا في ختام القصة
أن النبي بعدما أستشهد بالحبر اليهودي الذي أمر برجمهم فرجموهما عند باب المسجد
لإقامة حد التوراة عليهما.
وأجمع المفسرون على أن
سبب نزول الآية في سورة المائدة "يحرفون الكلام" هي هذه القصة.. تحريف
خاص، بمعنى أن اليهود هنا لا يريدون الرجم ويحرفون الرجم على أنه جلد فقط.
والتفسير هنا يقصد بالتحريف عن حكم الرجم والجلد وليس في نصوص الكتاب المقدس .
- وعلى ذلك فسر الجلالين عن هذه القصة نزلت هذه الآية في
اليهود إذ زنى منهم اثنان فاحتكموا إلى النبي فحكم عليهم بالرجم فجيء بالتوراة
فوجد فيهما الحكم بالرجم فغضبوا منه.
وهنا نقطة مهمة جداً وهى: استشهاد محمد بالتوراة. أليس هذا دليلا
على صحته؟ فكيف يستشهد به إن كان محرف؟
هل توجد آيات في الكتاب المقدس
تشهد بأن الكتاب المقدس لم يحرف؟
من أقوال السيد المسيح في بشارة ( متى إصحاح 24 آية 35 ) يقول
" السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول "
وبشارة ( متى
5: 18 ) " إني أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد ولا نقطة
واحدة من الناموس حتى يكون الكل" لماذا ؟! لأن بالكتاب المقدس تحذير
وعقوبة في ( سفر الرؤيا 22 :18 ، 19 ) " إن كان أحد يزيد على هذا الكلام يزيد
الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب وإن كان أحد يحذف من أقوال هذه النبوة
يحذف الله اسمه ونصيبه من سفر الحياة "
من يستطيع أن يَحذف حتى يُحذَف؟ من يستطيع أن يزيد عن الكلام
المكتوب ؟ ومن يجرؤ على فعل هذا الأمر؟
هل يوجد بالقرآن آيات تشهد
للكتاب المقدس وعدم تحريفه؟
بالطبع، القرآن يشهد في مواضع متعددة بآيات واضحة أن الكتاب
المقدس كتاب سليم لم يمس. ولتوضيح الإجابة أسأل الذين يتهمون الكتاب بالتحريف. هذا
حدث قبل محمد أم بعد زمن محمد؟
فيقول قائل بالطبع التحريف حدث قبل محمد ولهذا السبب أتى محمد
لتصحيح الكتاب... إذاً تعال معي
نسمع القرآن ماذا يقول:
* في سورة المائدة 47: "وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً
لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه"
- نرجع للتفاسير ( مصدقاً لما ) أجمع المفسرون أن الله قد أنزل
القرآن بالحق مصدقاً لما بين يديه أي يصدق على ما جاء من الكتاب الموجود في زمن
محمد أي التوراة والإنجيل ومهيمناً عليه أي شاهداً لصحته. وهذا تفسير الجلالين
لهذه لآية المائدة 47.
* وفى سورة آل عمران آية 3 "نزل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديك وأنزل التوراة
والإنجيل من قبل هدى للناس"
ونلاحظ هنا أنه قال هدى وليس محرفاً ... ومصدقاً ولو كان هناك تحريف ما كان يقول أنه هدى ولا مصدقاً..
* وفى سورة يونس 37 "وما كان هذا القرآن أن يُفترى من دون الله ولكن تصديق لما بين
يديه"
فكيف يحرف الكتاب وهو يصدق
لما فيه ؟
- وهناك حوالي 12 آية أخرى تذكر ونذكر الشاهد فقط. البقرة 41 ، 89 ،
51 ، 57 – سورة النساء 46 – الأنعام 92
– يوسف 111 – فاطر 31 – الأحقاف 22
. فلو كان الكتاب المقدس محرف فهل تشهد كل هذه الآيات بالتصديق عليه ؟
* وهناك شئ أخر خطير أن القرآن يأمر محمد والمسلمين أن يرجعوا
للكتاب المقدس: التوراة
والإنجيل.
ففي سورة يونس 94 : "فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك (أي في
القرآن) فأسأل الذين يقرؤون الكتاب من
قبلك "
فإذا كان محرف فكيف يرجعون إليهم
* وليس هذا كل شيء بل القرآن يأمر محمد أن يهتدي بالكتاب
المقدس ويقتدي به
ففي سورة الأنعام آية 90: "وأولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة أولئك الذين هدى
الله فبهداهم اقتده" أي أتبع هدى الكتاب المقدس
* يأمرهم أيضاً أن يرجعوا إلى أهل الذكر:
في سورة النحل 43 "وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي
إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"
* وأكثر من ذلك أن محمد يستشهد بالتوراة والإنجيل الذي كان في
عهده وهذا دليل على صحته:
في سورة القصص 49 " قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى
منهما فأتبعه"
وفى سورة المائدة 70 " قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل "
وفى سورة المائدة 45 "وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها
حكم الله"
وفى سورة المائدة 47 "وليحكم أهل الإنجيل بما أُنزل الله
فيه"
وهنا في زمن محمد الإنجيل موجود وفيه حكم الله، لو كان محرف
كان محمد سيستشهد به؟!
* ويشهد القرآن
لأهل الكتاب بأنهم حافظوا عليه حتى زمن محمد فكانوا شهوداً عليه:
- في سورة المائدة 44 "وإنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور
يحكم بهما النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من
كتاب الله وكانوا عليه شهداء"
وتفسير كلمة "الذين أسلموا" في الآية السابقة، يقول
المفسرون أنهم الأنبياء الذين اسلموا حياتهم لإرادة الله وليس الذين اعتنقوا الإسلام
لأن في هذا الوقت لم يكن هناك الدين الإسلامي. وهذا الكلام موجود في كتاب معاني
القرآن عبد الله يوسف علي 261 ترجمة للغة الإنجليزية. ويقول في تفسيره "أستحفظوا
عليه" أي الذين أستؤمنوا على حفظ كتاب الله والشهادة لصحته. صفحة 262 للأمام
عبد الله يوسف علي
* وفى سورة البقرة 146 والأنعام 20 "الذين أتيناهم الكتاب
يعرفونه كما يعرفون أبناءهم"
~ نلاحظ هنا أنه لا يوجد مجال للشك أن الكتاب المقدس حُرف قبل محمد.. نأتي للرد على
الذين يقولون أن التحريف حدث بعد زمن محمد
* القرآن يشهد أن الكتاب المقدس هو ذكر من عند الله
- سورة الأنبياء 7: "وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي
إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"
- وسورة النمل 43 كررت الأنبياء 7: " وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي
إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"
كلمة الذكر تعنى الكتاب المقدس التوراة والإنجيل.
* فإذا كان التوراة والإنجيل هو ذكر من عند الله وهو كلام الله
فالقرآن يشهد لهما بالحفظ من التحريف.
- ففي سورة الحِجر آية 9 "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له
لحافظون"
~ والواقع أن الذين يطعنون في صحة الكتاب المقدس هم يطعنون في
القرآن نفسه فكيف ذلك؟ القرآن يقول أن الكتاب المقدس ذكر والله يحفظ الذكر،
فالمسلمون لو قالوا أن الكتاب المقدس حرًف إذاً يطعنون في القرآن أنه حرف أيضاً
لأن الله لم يحفظ الذكر فالمسلم الذي يعترض لابد وأن يعترض وهو واع وإلا طعن في
كتابه.
* هناك أيضاً آيات
تشهد أن القرآن نفسه يحفظ الكتاب المقدس من التحريف فكيف ذلك؟
- في سورة المائدة 48 " وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً
لما بين يديه ومهيمناً عليه فأحكم بينهم بما أنزل الله"
في كتاب الإمام عبد الله يوسف علي في كتابه معاني القرآن مترجم
إلى اللغة الإنجليزية صفحة 263 يفسر "مهيمناً عليه" أي حافظاً له من
التحريف
* القرآن نفسه
يشهد أن الكتاب المقدس كلام الله لا يمكن تحريفه:
- فى سورة العنكبوت 46 "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي
هي أحسن وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا والذي أنزل إليكم"
إذاَ الإنجيل كلام الله منزل إلى أنبياءه
.
- وفى سورة النساء 135
" يا أيها الذين آمنوا. آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي أنزل على
رسوله وبالكتاب الذي أنزل من قبل " أي التوراة والإنجيل " ومن يكفر
بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً
بعيداً "
لاحظ قوله الكتاب الذي أنزل من قبل ونلاحظ أن هذه الآية تكررت في
القرآن في سورة المائدة 68 ، 46 ، 47 ، 44.
* هناك آية أحفظها أيام ما كنت مسلم وهى خواتم البقرة . [ آمن الرسول بما أُنزل إليه من ربه والمؤمنون قل من آمن بالله
وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله... ]
- آيات كثيرة كما سبق، في المائدة 4 آيات وفي سورة البقرة 146،
87 وفى سورة الإسراء 55، سورة المؤمنين 49 سورة الأنعام 92، 156، النساء 163 سورة
النمل 43 ن سورة يونس 94، فاتر 25، الأنبياء 25، الحديد 27، سورة العنكبوت 46.
وكلها تشهد بأن الكتاب المقدس منزل من عند الله.
* وهل كلام الله يتغير ويتبدل؟
- فى سورة يونس 64 يقول " لا تبديل لكلمات الله ذلك هو
الفوز العظيم" وسورة الأنعام 34 " لا مبدل لكلمات الله"
~ فالكتاب المقدس كلام الله وكتاب الله فكيف يتبدل ويتغير؟
فإذن أي مسلم يطعن في الكتاب المقدس وتحريفه إذاً يطعن في القرآن نفسه
كيف نثبت منطقياً أن الكتاب
المقدس لم يحرف؟
~ كنت أتحدث مع شخص ملحد عن الله فقال: لا يوجد رب، وإن وُجد
فلن أؤمن به لأنه إله ضعيف. سألته كيف؟ أجاب: الله نزّل التوراة ونبدل والله نزل
الزابور وتبدل والله نزل كتب الأنبياء وتبدل والله نزل الإنجيل على عيسى وتبدل
وبعده جاء على القرآن ويقولون لم يتبدل؟ فكيف أثق في الله
بعدما بدل أربع كتب
أول دليل منطقي يثبت عدم التحريف هي القصة السابقة. فذلك ليس
معقول.
والمنطق الثاني، نسأل أيــن تم تحريف الكتاب المقدس وبعد أثبات أن القرآن لم يحرف قبل
محمد؟ وإذا قلنا أنه بعد محمد أي في القرن السابع الميلادي كانت المسيحية قد انتشرت
في العالم كله، فأين تحرف الكتاب؟ هل في مصر أم في العراق أم في الشام أو إنجلترا أم
فرنسا؟ أين تحرف؟
- وسؤالي التالي: من يا ترى الذي قام بعملية التحريف ؟ اليهود
حرفوا كتابهم؟ أم النصارى حرفوا كتابهم؟ أم اتفقوا وحرفوا الكتابين؟ وفى أي لغة
حُرف الكتاب؟ في العربية، في اليونانية، في الفرنسية، في الإنجليزية، في السريانية .. في أي لغة حُرف الكتاب وهل
بقيت اللغات الأخرى بدون تحريف؟
- وفى أي بلد تم تحريفه؟ ومعروف أن الكتاب المقدس قد أنتشر في كل بلاد العالم، في آسيا
وأوربا ووصل إلى كل مكان. فإذا تحرف ففي أي بلد حُرف وماذا عن باقي بلدان العالم؟ أم جمع بلدان العالم كله
واتفقوا على التحريف؟ هل العالم يتفق على شيء!؟
- ومن الذي قام بالتحريف؟ الكتاب محتواه التوراة والإنجيل وهذا معنا الآن
منذ مجيء السيد المسيح واليهود معهم التوراة فقط. واليوم إذا طابقنا الاثنين
سنجدهم واحد وإذا افترضنا أننا غيرنا في كتابنا فاليهود لا يتركوننا وإذا هم غيروا
كتابهم نحن لا نتركهم.
- وشيء أخر وهو بأي لغة حُرف وكان الكتاب المقدس قد كتب وترجم
إلى جميع اللغات في كل أنحاء العالم وكان هناك ثلاث مذاهب البروتستانتية والكاثوليكية
والأرثوذكسية ومعروف أنهم انشقوا من بعض، فمن الذي غير الكتاب المقدس بين الثلاث
مذاهب؟ كلنا نحمل كتابا واحدا والمهم اليوم إذا اشتريت كتاب كاثوليكي أو بروتستانتي
أو أرثوذكسي فستجدهم واحد.
* وفى هذا قال الأستاذ أحمد أمين في كتابه ضحى الإسلام الجزء
الأول صفحة 358 قال: ذهبت طائفة من أئمة الفقه والحديث
والكلام أن التبديل وقع في التأويل لا في التنزيل وفى حجة هؤلاء أن التوراة قد
طبقت مشارق الشمس ومغاربها قبل نزول محمد ولا يعلم كم عدد نسخها إلا الله. ومن
الممتنع أن يقع التواطؤ على التبديل والتغيير في تجميع تلك النسخ بحيث لا تبقى في
الأرض نسخة إلا مبدلة ومغيرة والتغيير على منهج واحد وهذا ما يجبله العقل ويشهد
ببطلانه.
فإذن لا يمكن في أي مكان في العالم ولا أي لغة من لغات العالم
ولا أي شخص من العالم أنه يستطيع التغيير.
هناك حقيقة علمية أكيدة تشهد
لصحة الكتاب المقدس
علم الآثار بالتأكيد علم لا يكذب أليس كذلك؟ نحن عندنا نسخة
خطية للكتاب المقدس وهى تعتبر نسخ أثرية قديمة ومحفوظة حتى اليوم وإذا أراد أحد
التأكد من ذلك عليه أن يذهب إلى الأماكن التالية ليراها بنفسه ليرى النسخ الأصلية
للكتاب المقدس.
* النسخة الفاتيكانية:
في الفاتيكان التي يرجع تاريخها إلى ما قبل الإسلام بـ 250 سنة وهي مثل النسخة التي
بين أيدينا الآن بالضبط
* النسخة
السينائية: نسبة إلى سينا
ودير سانت كاترين وتعود إلى قبل الإسلام لـ 200 سنة وموجودة في المتحف البريطاني في
لندن
* النسخة الإسكندرانية: وتعود كتابتها إلى ما قبل الإسلام بـ 200 سنة وموجودة في
المتحف البريطاني.
* وهناك أحدث من
هذا وأروع وهى لفائف وادي القمران. وأنا لن أتكلم عنها، ولكن سأذكر كاتب إسلامي
يتكلم عنها وهو الأستاذ عباس محمود العقاد وأظن أنه كاتب مشهور. كتب في كتاب
الهلال في عدد ديسمبر سنة 1959 بعنوان:
كنوز وادي القمران:
إن هذه اللفائف الأثرية اكتشفت في كهوف وادي القمران بشرق
الأردن وهى لفائف من 2000 سنة أي قبل الإسلام ما يزيد عن ستة قرون وتبين بعد تهيئة
اللفائف المكشوفة للإطلاع أن أهم ما تحويه نسخة كاملة من سفر إعياء وعدة كتب من
الأسفار الأخرى وأنه لا توجد بينها وبين الكتب الموجودة بين أيدينا الآن أي اختلاف
ولا تبديل.
شهادة علماء الإسلام ضد فكرة
التحريف
- من أشهر علماء
الإسلام الإمام محمد ابن إسماعيل البخاري قال في صحيحه (وهذا الذي يعتبر الكتاب الثاني
بعد القرآن في القوة والثقة) عن كلمة يحرفون الكلام عن مواضعه: يحرفون الكلام أي
يزيلون الكلام والواقع ليس أحد يزيل لفظ كتاب من كتب الله ولكنهم يحرفونه أي
يتأولونه على غير تأويل أي يفسرونه على غير تفسيره. (أي الكلام موجود واللفظ موجود
ولكن التغيير في الفهم فقط)
وقال نفسه في كتابه الثاني فتح الباري في شرح صحيح البخاري: قد
سأل ابن تيمية (وهذا من فقهاء الإسلام المعروفون في هذه المسألة) فأجاب في
فتواه: "من أقوال العلماء لا تبديل إلا في المعنى" أي النص لا يبدل
إطلاقا.
- والعلامة شاه ولى الله في كتابه الفوز الكبير في أصول
التفسير قال: إن في ترجمة التوراة وتفسير النصوص قد حرف اليهود معنى بعض الآيات
ولكنهم لم يحرفوا النص الأصلي. وقد أتفق على هذا القول ابن عباس أيضاً.
- وأيضاً الإمام فخر الدين الرازي في التفسير الكبير في سورة
البقرة 174 نقلاً عن ابن عباس يقول أنهم كانوا يحرفون ظاهر (نص) التوراة والإنجيل
وهذا ممتنع لأنهما كانا كتابين بلغا في الشهرة والتواتر إلى حيث يتعذر ذلك فيهما
بل كانوا يكتمون التأويل.
- وقال أيضاً في تفسير سورة آل عمران 78 " كيف يمكن إدخال
التحريف في التوراة مع
شهرتها العظيمة بين الناس .."
- وقال أيضاً في تفسير سورة النساء آية 46 إن المراد بالتحريف
إلقاء الشبهة الباطلة والتأويلات الفاسدة وجر اللفظ من معناه الحق إلى الباطل
ويجيد الحيل اللفظية كما يفعل أهل البدع في زماننا هذا بالآيات المخالفة لمذهبهم.
ومثال ذلك الإسلام به العديد من البدع والمذهب
مثل السنة والشيعة والمعتزلة والحائطية وغيره.
- وقال أيضاً في تفسير الدر المنثور في سورة البقرة أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن وهب ابن منبه
أن التوراة والإنجيل كما أنزلهما الله لم يغير منهما حرف !!! ولكن يضرون بالتحريف في
التأويل بكتب كانوا يكتبونها من عند أنفسهم ويقولون هي من عند الله وما هي من عند
الله فأما كتب الله فهي محفوظة لا تحول.
ß
إذاً الذي يحكم على الكتاب المقدس أنه تحرف فهو يحكم على نفسه أنه جاهل ولا
يفهم ولا يقرأ ولا يدرس هذا مثل الذي يقول أن الشمس لم تظهر اليوم فهم ينكرون
الشمس في وضح النهار.
- وهناك تفسير الجلالين في الآية " إنا نحن نزلنا الذكر
وإنا له لحافظون" قالا: أي حفظه
الله من التبديل والتحريف والزيادة والنقص.
- والأستاذ عباس محمود العقاد قال في كتاب الهلال عدد ديسمبر
1959 في مقاله الافتتاحي عن كنوز وادي القمران: إن هذه اللفائف الأثرية اكتشفت في كهوف وادي القمران بشرق
الأردن وهى لفائف من 2000 سنة (أي قبل الإسلام ما يزيد عن ستة قرون) وتبين بعد
تهيئة اللفائف المكشوفة للإطلاع أن أهم ما تحويه نسخة كاملة من سفر إشعياء وعدة
كتب من الأسفار الأخرى وأنه لا توجد بينها وبين الكتب الموجودة بين أيدينا الآن أي
اختلاف ولا تبديل.
- ونختم أقوال العلماء بعالم آخر وهو الأستاذ أحمد أمين عالم
ومؤرخ إسلامي قال: ذهبت طائفة من أئمة الفقه والحديث والكلام إن التبديل وقع في
التأويل لا في التنزيل ومن حجة هؤلاء أن التوراة قد طبقت مشارق الشمس ومغاربها ولا
يعلم عدد نسخها إلا الله ومن الممتنع أن يقع التواطؤ على التبديل والتغيير في
تجميع تلك النسخ بحيث لا تبقى في الأرض نسخة إلا مبدله ومغيرة والتغيير على منهج
واحد وهذا ما يستحيله العقل ويشهد ببطلانه.
وبعد شهادة كبار علماء المسلمين يأتي أحد الجهّال
ويقول الكتاب المقدس محرف ...
عجباً !