الأحد، 4 مارس 2012

استحالة تحريف الكتاب المقدس

كمسلم سابق، كنت أعتقد أن الكتب التي نزلت قبل القرآن (أي الثوراة والإنجيل) هي كتب محرفة. ليس اعتقادا من نسج خيالي ولكن هذا ما تعلمناه في حصص الدروس الإسلامية منذ الصغر. أليس كذلك؟

دعنا ندرس سويا بمحبة بعيدا عن كل أشكال التعصب. ولا تنس أبدا أنني كنت مسلما وكان لدي نفس الشعور الذي ربما سوف تشعر به إن كنت ممن يدافعون عن الإسلام بدون معرفة أو أسئلة عن هذا الدين. لذا أنصحك أن تحظر مشروبا وتسترخ عند قراءتك حتى تستوعب ما تقرأه. وتذكّر أن الرب أعطانا نعمة العقل لنبحث ونسأل ونميز لأن الإنسان مسؤول عن اختياره.

أولا ما هو الكتاب المقدس؟

عندما نعرف الكتاب المقدس نقول: هو كلمة الله للبشر هو رسالة الله للبشر، هو رسالة شخصية لكل واحد منا. الله عبر التاريخ في تعاملاته مع الإنسان. والكتاب ينقسم إلى قسمين وهما:
 -  العهد القديم ويضم التوراة والزابور والأنبياء.
 -  والعهد الجديد ويضم البشائر الأربعة والرسائل وسفر الرؤيا

العهد القديم يؤمن به اليهود ونحن نؤمن به أيضاً لأنه تمهيد لمجيء السيد المسيح وبه نبوات ورموز عن شخص المسيح وبسبب ذلك يضم الاثنين معاً. الكتاب المقدس هو كلمة الله الحية المحيية ورسالة شخصية لكل واحد منا لي ولك لأن حب الله معلن فيه، محبة الله للبشر، حب في الخلقة، حب في الرعاية، حب في الفداء، الحب في التمهيد لميراث ملكوت السماوات والكتاب المقدس موحى به من الله.

هل مفهوم الوحي في المسيحية مفهوم واحد مثل الإسلام؟

بالطـبع يختلف، ففي المسيحية: كما ورد في رسالة معلمنا بطرس الثانية إصحاح 1 وآية 21 : " لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أُناس الله القديسين مسوقين من الروح القدس" فالروح القدس هنا يفهم وسيرشدهم وينير في قلوبهم ويوحي إلى أذهانهم فيعبرون بكلماتهم عن الوحي الإلهي والفكر الإلهي.

أما الوحي في الإسلام: في سورة البروج آية 21، 22 تقول : بل هو قـرآن مجيد في لوح محفوظ.
وفى سورة العلق آية 1 " أقرأ باسم ربك الذي خلق" أي دور محمد يقرأ فقط الكلام المكتوب منذ الأزل عند الله. ويأتي مجزأ، في كل مناسبة يأتي لها سورة وهكذا على مدى 22 سنة.

هل يشهد القرآن أن الكتاب المقدس هو موحى به من الله ؟

بعد أن قدمنا من الكتاب المقدس أنه يشهد لنفسه أنه معطى به من الله بقى أن نشرح ما يثبت من القرآن أنه موحى به من الله.

- في سورة المائدة 44 " أن أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون ".

- وفى سورة البقرة 87 "وقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعدهم بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس"

- وهذا الكلام موجود في سورة الإنعام 92  وسورة الإسراء 2 وسورة المؤمنون 49. وكلها تقول أن توراة موسى موحى بها من الله.

وأيضاً الزابور (مزامير داود) كوحي من الله في القرآن:

- في سورة الإسراء 55 يقول "وآتينا داود زابوراً" وهذا الكلام موجود في سورة النساء 163 وسورة فاطر 25.

وأيضا كتب الأنبياء:

- فى سورة النساء 163 يقول "إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زابوراً " وهذا دليل على أن كل العهد القديم موحى به من الله.

والإنجيل مذكور في القرآن أنه موحى به من الله:

- في سورة المائدة 46 " وقفينا على أثارهم بعيسى ابن مريم مصدقاً لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور "
وكذلك في سورة المائدة 47 وفى سورة الحديد 27 .

وتوجد آية تذكر الكتاب كله وحدة واحدة التوراة والإنجيل والزابور والأنبياء:
                                   
- في سورة العنكبوت 46 : "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن وقولوا آمنا بالذي أُنزل إلينا وأُنزل إليكم"

- في سورة البقرة 146 "الذين أتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم"

وهذه كلها آيات تشهد بأن كل الكتاب هو موحى به من الله

هل الكتاب المقدس محرف؟

هناك آيات قرآنية تتهم الإنجيل بالتحريف منها: سورة البقرة آية 75 " أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه بعدما عقلوه وهم يعلمون"

- يفسر البيضاوي معنى هذا الكلام: " أفتطمعون أن يصدكم اليهود وقد كانت طائفة من أسلافهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه أي يؤولونه ويفسرونه بما يشتهون وليس تغيير الألفاظ"

ونلاحظ التغيير في التفسير وليس الكلام. ونلاحظ أيضاً أنه فريق منهم فقط وليس كلهم. إذاً أن بقية الفريق متمسك بالأصل وهنا نفهم أن الأصل كان موجود.

وهناك ملاحظة أخرى، فيقول: يسمعون كلام الله ثم يحرفونه. بمعنى أن كلام الله موجود ولكنهم يحرفون المعنى أي تحريف في الفهم، وكلام الله بشهادة القرآن موجود. وملاحظة أخرى: يقول بعدما عقلوه أي فهموه أو فهموا الأصل، فالأصل موجود لم يحرف ولكن حرفوا المعنى فقط

وهناك آيات أخرى كثيرة منها سورة النساء 46 "من الذين هادوا (اليهود)  يحرفون الكلام عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا وأسمع غير مسمع وراعنا لياً بألسنتهم وطعناً في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا وأسمع وانظرن لكان خير لهم وعصوا ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاً ."

في القول من الذين هادوا نلاحظ أنه لم يقل من النصارى. وبالمناسبة أتحدى أي آية في القرآن تقول أن النصارى حرفوا الكتاب المقدس فكل الآيات تنسب إلى اليهود التحريف وحتى اليهود اتهامهم بتحريف المعنى وليس اللفظ وهذا واضح في الآيات السابقة. فلا توجد في القرآن آية تقول أن النصارى يحرفون الكتاب لا باللفظ ولا المعنى. والتحريف ينسب إلى جماعة من اليهود وفريق منهم وليس جميعهم فإذن غالبية اليهود يؤمنون بالكتاب المقدس ولكن بعض منهم يحرفون الفهم وفى قوله يحرفون الكلام عن موضعه، لاحظ عن موضعه.

- الإمام عبد الله يوسف في تفسيره هذا الكلام في صفحة 260 في ترجمته عن معاني القرآن يقول: "يهود كثيرون كانوا شغوفين أن يمسكوا على النبي الكذب فكانت آذانهم مفتوحة للحكايات التي تقال عن الرسول حتى من الناس الذين لم يأتوا إليه"
وهذا ما يقصده محمد من التحريف، وهنا أيضاً التحريف خارج النص الكتابي.

- ويفسر عبد الله يوسف علي يحرفون الكلام عن بعد مواضعه أيضا قائلاً أن اليهود لم يكونوا أمناء مع كتابهم إذا كانوا يحرفون معانيه. ونلاحظ هنا التحريف ليس في الألفاظ والنص.

~ والمشكلة أن الذي يعترض في موضوع التحريف لا يفهم ولا يريد الفهم فيأخذ كلمة ويطير بها: كتابكم محرف!!
أأنت تفهم معنى التحريف؟! اتبع ألفاظ الآية وأفهم وأقرأ عنها تفسير كبار المسلمين وانظر ماذا قالوا عنها لتعرف أن التحريف ليس في النص الكتابي ولكن في المعنى أو في فهم الكتاب المقدس.

- ويقول الزمخشرى: روى أن شريف من خيبر زنى مع شريفة وهما محصنان، (أي هو متزوج وهي متزوجة) كل منهما بآخر وحكمهم الرجم بحسب التوراة، فاليهود رفضوا رجمهم لشرفهما فبعثوا رهطاً [جماعة] منهم ليسألوا رسول الله عن ذلك وقالوا للرهط: إن أمركم محمد بالجلد فأقبلوا وإن أمركم بالرجم لا تقبلوا، وأرسلوا الزانيين معاً ولما فحص النبي الموضوع أمر بالرجم فأبوا أن يأخذوا بكلام محمد فجعل بينه وبينهم حكماً هو الحبر اليهودي ابن سورية فشهد بالرجم، وقالوا في ختام القصة أن النبي بعدما أستشهد بالحبر اليهودي الذي أمر برجمهم فرجموهما عند باب المسجد لإقامة حد التوراة عليهما.
 وأجمع المفسرون على أن سبب نزول الآية في سورة المائدة "يحرفون الكلام" هي هذه القصة.. تحريف خاص، بمعنى أن اليهود هنا لا يريدون الرجم ويحرفون الرجم على أنه جلد فقط. والتفسير هنا يقصد بالتحريف عن حكم الرجم والجلد وليس في نصوص الكتاب المقدس .

- وعلى ذلك فسر الجلالين عن هذه القصة نزلت هذه الآية في اليهود إذ زنى منهم اثنان فاحتكموا إلى النبي فحكم عليهم بالرجم فجيء بالتوراة فوجد فيهما الحكم بالرجم فغضبوا منه.

وهنا نقطة مهمة جداً وهى: استشهاد محمد بالتوراة. أليس هذا دليلا على صحته؟ فكيف يستشهد به إن كان محرف؟

هل توجد آيات في الكتاب المقدس تشهد بأن الكتاب المقدس لم يحرف؟

من أقوال السيد المسيح في بشارة ( متى إصحاح 24 آية 35 ) يقول " السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول "
وبشارة ( متى 5: 18 ) " إني أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد ولا نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل"  لماذا ؟! لأن بالكتاب المقدس تحذير وعقوبة في ( سفر الرؤيا 22 :18 ، 19 ) " إن كان أحد يزيد على هذا الكلام يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب وإن كان أحد يحذف من أقوال هذه النبوة يحذف الله اسمه ونصيبه من سفر الحياة "
من يستطيع أن يَحذف حتى يُحذَف؟ من يستطيع أن يزيد عن الكلام المكتوب ؟ ومن يجرؤ على فعل هذا الأمر؟

هل يوجد بالقرآن آيات تشهد للكتاب المقدس وعدم تحريفه؟

بالطبع، القرآن يشهد في مواضع متعددة بآيات واضحة أن الكتاب المقدس كتاب سليم لم يمس. ولتوضيح الإجابة أسأل الذين يتهمون الكتاب بالتحريف. هذا حدث قبل محمد أم بعد زمن محمد؟

فيقول قائل بالطبع التحريف حدث قبل محمد ولهذا السبب أتى محمد لتصحيح الكتاب... إذاً تعال معي نسمع القرآن ماذا يقول:

* في سورة المائدة 47: "وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه"

- نرجع للتفاسير ( مصدقاً لما ) أجمع المفسرون أن الله قد أنزل القرآن بالحق مصدقاً لما بين يديه أي يصدق على ما جاء من الكتاب الموجود في زمن محمد أي التوراة والإنجيل ومهيمناً عليه أي شاهداً لصحته. وهذا تفسير الجلالين لهذه لآية المائدة 47.

* وفى سورة آل عمران آية 3 "نزل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديك وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس"
ونلاحظ هنا أنه قال هدى وليس محرفاً ... ومصدقاً ولو كان هناك تحريف ما كان يقول أنه هدى ولا مصدقاً..

* وفى سورة يونس 37 "وما كان هذا القرآن أن يُفترى من دون الله ولكن تصديق لما بين يديه"
 فكيف يحرف الكتاب وهو يصدق لما فيه ؟

- وهناك حوالي 12 آية أخرى تذكر ونذكر الشاهد فقط. البقرة 41 ، 89 ، 51 ، 57 سورة النساء 46 الأنعام 92 يوسف 111 فاطر 31 الأحقاف 22 . فلو كان الكتاب المقدس محرف فهل تشهد كل هذه الآيات بالتصديق عليه ؟

* وهناك شئ أخر خطير أن القرآن يأمر محمد والمسلمين أن يرجعوا للكتاب المقدس: التوراة والإنجيل.
ففي سورة يونس 94 : "فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك (أي في القرآن)  فأسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك "
فإذا كان محرف فكيف يرجعون إليهم

* وليس هذا كل شيء بل القرآن يأمر محمد أن يهتدي بالكتاب المقدس ويقتدي به
ففي سورة الأنعام آية 90: "وأولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده" أي أتبع هدى الكتاب المقدس

* يأمرهم أيضاً أن يرجعوا إلى أهل الذكر:
في سورة النحل 43 "وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"

* وأكثر من ذلك أن محمد يستشهد بالتوراة والإنجيل الذي كان في عهده وهذا دليل على صحته:
في سورة القصص 49 " قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما فأتبعه"
وفى سورة المائدة 70 " قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل "
وفى سورة المائدة 45 "وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله"
وفى سورة المائدة 47 "وليحكم أهل الإنجيل بما أُنزل الله فيه"

وهنا في زمن محمد الإنجيل موجود وفيه حكم الله، لو كان محرف كان محمد سيستشهد به؟!

* ويشهد القرآن لأهل الكتاب بأنهم حافظوا عليه حتى زمن محمد فكانوا شهوداً عليه:
- في سورة المائدة 44 "وإنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بهما النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء"

وتفسير كلمة "الذين أسلموا" في الآية السابقة، يقول المفسرون أنهم الأنبياء الذين اسلموا حياتهم لإرادة الله وليس الذين اعتنقوا الإسلام لأن في هذا الوقت لم يكن هناك الدين الإسلامي. وهذا الكلام موجود في كتاب معاني القرآن عبد الله يوسف علي 261 ترجمة للغة الإنجليزية. ويقول في تفسيره "أستحفظوا عليه" أي الذين أستؤمنوا على حفظ كتاب الله والشهادة لصحته. صفحة 262 للأمام عبد الله يوسف علي

* وفى سورة البقرة 146 والأنعام 20 "الذين أتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم"

~ نلاحظ هنا أنه لا يوجد مجال للشك أن الكتاب المقدس حُرف قبل محمد.. نأتي للرد على الذين يقولون أن التحريف حدث بعد زمن محمد

* القرآن يشهد أن الكتاب المقدس هو ذكر من عند الله

- سورة الأنبياء 7: "وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"

- وسورة النمل 43 كررت الأنبياء 7:  " وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"
كلمة الذكر تعنى الكتاب المقدس التوراة والإنجيل.

* فإذا كان التوراة والإنجيل هو ذكر من عند الله وهو كلام الله فالقرآن يشهد لهما بالحفظ من التحريف.

- ففي سورة الحِجر آية 9 "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"

~ والواقع أن الذين يطعنون في صحة الكتاب المقدس هم يطعنون في القرآن نفسه فكيف ذلك؟ القرآن يقول أن الكتاب المقدس ذكر والله يحفظ الذكر، فالمسلمون لو قالوا أن الكتاب المقدس حرًف إذاً يطعنون في القرآن أنه حرف أيضاً لأن الله لم يحفظ الذكر فالمسلم الذي يعترض لابد وأن يعترض وهو واع وإلا طعن في كتابه.

* هناك أيضاً آيات تشهد أن القرآن نفسه يحفظ الكتاب المقدس من التحريف فكيف ذلك؟

- في سورة المائدة 48 " وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه ومهيمناً عليه فأحكم بينهم بما أنزل الله"

في كتاب الإمام عبد الله يوسف علي في كتابه معاني القرآن مترجم إلى اللغة الإنجليزية صفحة 263 يفسر "مهيمناً عليه" أي حافظاً له من التحريف

* القرآن نفسه يشهد أن الكتاب المقدس كلام الله لا يمكن تحريفه:

- فى سورة العنكبوت 46 "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا والذي أنزل إليكم"
 إذاَ الإنجيل كلام الله منزل إلى أنبياءه .

- وفى سورة النساء 135  " يا أيها الذين آمنوا. آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي أنزل على رسوله وبالكتاب الذي أنزل من قبل " أي التوراة والإنجيل " ومن يكفر بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً  بعيداً "

لاحظ قوله الكتاب الذي أنزل من قبل ونلاحظ أن هذه الآية تكررت في القرآن في سورة المائدة 68 ، 46 ، 47 ، 44.

* هناك آية أحفظها أيام ما كنت مسلم وهى خواتم البقرة . [ آمن الرسول بما أُنزل إليه من ربه والمؤمنون قل من آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله... ]

- آيات كثيرة كما سبق، في المائدة 4 آيات وفي سورة البقرة 146، 87 وفى سورة الإسراء 55، سورة المؤمنين 49 سورة الأنعام 92، 156، النساء 163 سورة النمل 43 ن سورة يونس 94، فاتر 25، الأنبياء 25، الحديد 27، سورة العنكبوت 46. وكلها تشهد بأن الكتاب المقدس منزل من عند الله.

* وهل كلام الله يتغير ويتبدل؟

- فى سورة يونس 64 يقول " لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم" وسورة الأنعام 34 " لا مبدل لكلمات الله"

~ فالكتاب المقدس كلام الله وكتاب الله فكيف يتبدل ويتغير؟ فإذن أي مسلم يطعن في الكتاب المقدس وتحريفه إذاً يطعن في القرآن نفسه

كيف نثبت منطقياً أن الكتاب المقدس لم يحرف؟

~ كنت أتحدث مع شخص ملحد عن الله فقال: لا يوجد رب، وإن وُجد فلن أؤمن به لأنه إله ضعيف. سألته كيف؟ أجاب: الله نزّل التوراة ونبدل والله نزل الزابور وتبدل والله نزل كتب الأنبياء وتبدل والله نزل الإنجيل على عيسى وتبدل وبعده جاء على القرآن ويقولون لم يتبدل؟ فكيف أثق في الله بعدما بدل أربع كتب

أول دليل منطقي يثبت عدم التحريف هي القصة السابقة. فذلك ليس معقول.

والمنطق الثاني، نسأل أيــن تم تحريف الكتاب المقدس وبعد أثبات أن القرآن لم يحرف قبل محمد؟ وإذا قلنا أنه بعد محمد أي في القرن السابع الميلادي كانت المسيحية قد انتشرت في العالم كله، فأين تحرف الكتاب؟ هل في مصر أم في العراق أم في الشام أو إنجلترا أم فرنسا؟ أين تحرف؟

- وسؤالي التالي: من يا ترى الذي قام بعملية التحريف ؟ اليهود حرفوا كتابهم؟ أم النصارى حرفوا كتابهم؟ أم اتفقوا وحرفوا الكتابين؟ وفى أي لغة حُرف الكتاب؟ في العربية، في اليونانية، في الفرنسية، في الإنجليزية،  في السريانية .. في أي لغة حُرف الكتاب وهل بقيت اللغات الأخرى بدون تحريف؟

- وفى أي بلد تم تحريفه؟ ومعروف أن الكتاب المقدس قد أنتشر في كل بلاد العالم، في آسيا وأوربا ووصل إلى كل مكان. فإذا تحرف ففي أي بلد حُرف وماذا عن باقي بلدان العالم؟ أم جمع بلدان العالم كله واتفقوا على التحريف؟ هل العالم يتفق على شيء!؟

- ومن الذي قام بالتحريف؟  الكتاب محتواه التوراة والإنجيل وهذا معنا الآن منذ مجيء السيد المسيح واليهود معهم التوراة فقط. واليوم إذا طابقنا الاثنين سنجدهم واحد وإذا افترضنا أننا غيرنا في كتابنا فاليهود لا يتركوننا وإذا هم غيروا كتابهم نحن لا نتركهم.

- وشيء أخر وهو بأي لغة حُرف وكان الكتاب المقدس قد كتب وترجم إلى جميع اللغات في كل أنحاء العالم وكان هناك ثلاث مذاهب البروتستانتية والكاثوليكية والأرثوذكسية ومعروف أنهم انشقوا من بعض، فمن الذي غير الكتاب المقدس بين الثلاث مذاهب؟ كلنا نحمل كتابا واحدا والمهم اليوم إذا اشتريت كتاب كاثوليكي أو بروتستانتي أو أرثوذكسي فستجدهم واحد.

* وفى هذا قال الأستاذ أحمد أمين في كتابه ضحى الإسلام الجزء الأول  صفحة 358  قال: ذهبت طائفة من أئمة الفقه والحديث والكلام أن التبديل وقع في التأويل لا في التنزيل وفى حجة هؤلاء أن التوراة قد طبقت مشارق الشمس ومغاربها قبل نزول محمد ولا يعلم كم عدد نسخها إلا الله. ومن الممتنع أن يقع التواطؤ على التبديل والتغيير في تجميع تلك النسخ بحيث لا تبقى في الأرض نسخة إلا مبدلة ومغيرة والتغيير على منهج واحد وهذا ما يجبله العقل ويشهد ببطلانه.

فإذن لا يمكن في أي مكان في العالم ولا أي لغة من لغات العالم ولا أي شخص من العالم أنه يستطيع التغيير.

هناك حقيقة علمية أكيدة تشهد لصحة الكتاب المقدس

علم الآثار بالتأكيد علم لا يكذب أليس كذلك؟ نحن عندنا نسخة خطية للكتاب المقدس وهى تعتبر نسخ أثرية قديمة ومحفوظة حتى اليوم وإذا أراد أحد التأكد من ذلك عليه أن يذهب إلى الأماكن التالية ليراها بنفسه ليرى النسخ الأصلية للكتاب المقدس.

* النسخة الفاتيكانية: في الفاتيكان التي يرجع تاريخها إلى ما قبل الإسلام بـ 250 سنة وهي مثل النسخة التي بين أيدينا الآن بالضبط
 
* النسخة السينائية: نسبة إلى سينا ودير سانت كاترين وتعود إلى قبل الإسلام لـ 200 سنة وموجودة في المتحف البريطاني في لندن

* النسخة الإسكندرانية: وتعود كتابتها إلى ما قبل الإسلام بـ 200 سنة وموجودة في المتحف البريطاني.

* وهناك أحدث من هذا وأروع وهى لفائف وادي القمران. وأنا لن أتكلم عنها، ولكن سأذكر كاتب إسلامي يتكلم عنها وهو الأستاذ عباس محمود العقاد وأظن أنه كاتب مشهور. كتب في كتاب الهلال في عدد ديسمبر سنة 1959 بعنوان: كنوز وادي القمران:
إن هذه اللفائف الأثرية اكتشفت في كهوف وادي القمران بشرق الأردن وهى لفائف من 2000 سنة أي قبل الإسلام ما يزيد عن ستة قرون وتبين بعد تهيئة اللفائف المكشوفة للإطلاع أن أهم ما تحويه نسخة كاملة من سفر إعياء وعدة كتب من الأسفار الأخرى وأنه لا توجد بينها وبين الكتب الموجودة بين أيدينا الآن أي اختلاف ولا تبديل.

شهادة علماء الإسلام ضد فكرة التحريف

- من أشهر علماء الإسلام الإمام محمد ابن إسماعيل البخاري قال في صحيحه (وهذا الذي يعتبر الكتاب الثاني بعد القرآن في القوة والثقة) عن كلمة يحرفون الكلام عن مواضعه: يحرفون الكلام أي يزيلون الكلام والواقع ليس أحد يزيل لفظ كتاب من كتب الله ولكنهم يحرفونه أي يتأولونه على غير تأويل أي يفسرونه على غير تفسيره. (أي الكلام موجود واللفظ موجود ولكن التغيير في الفهم فقط)

وقال نفسه في كتابه الثاني فتح الباري في شرح صحيح البخاري: قد سأل ابن تيمية (وهذا من فقهاء الإسلام المعروفون في هذه المسألة) فأجاب في فتواه: "من أقوال العلماء لا تبديل إلا في المعنى" أي النص لا يبدل إطلاقا.

- والعلامة شاه ولى الله في كتابه الفوز الكبير في أصول التفسير قال: إن في ترجمة التوراة وتفسير النصوص قد حرف اليهود معنى بعض الآيات ولكنهم لم يحرفوا النص الأصلي. وقد أتفق على هذا القول ابن عباس أيضاً.

- وأيضاً الإمام فخر الدين الرازي في التفسير الكبير في سورة البقرة 174 نقلاً عن ابن عباس يقول أنهم كانوا يحرفون ظاهر (نص) التوراة والإنجيل وهذا ممتنع لأنهما كانا كتابين بلغا في الشهرة والتواتر إلى حيث يتعذر ذلك فيهما بل كانوا يكتمون التأويل.

- وقال أيضاً في تفسير سورة آل عمران 78 " كيف يمكن إدخال التحريف في التوراة مع شهرتها العظيمة بين الناس .."

- وقال أيضاً في تفسير سورة النساء آية 46 إن المراد بالتحريف إلقاء الشبهة الباطلة والتأويلات الفاسدة وجر اللفظ من معناه الحق إلى الباطل ويجيد الحيل اللفظية كما يفعل أهل البدع في زماننا هذا بالآيات المخالفة لمذهبهم. ومثال ذلك الإسلام به العديد من البدع والمذهب مثل السنة والشيعة والمعتزلة والحائطية وغيره.

- وقال أيضاً في تفسير الدر المنثور في سورة البقرة أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن وهب ابن منبه أن التوراة والإنجيل كما أنزلهما الله لم يغير منهما حرف !!! ولكن يضرون بالتحريف في التأويل بكتب كانوا يكتبونها من عند أنفسهم ويقولون هي من عند الله وما هي من عند الله فأما كتب الله فهي محفوظة لا تحول.

ß  إذاً الذي يحكم على الكتاب المقدس أنه تحرف فهو يحكم على نفسه أنه جاهل ولا يفهم ولا يقرأ ولا يدرس هذا مثل الذي يقول أن الشمس لم تظهر اليوم فهم ينكرون الشمس في وضح النهار.

- وهناك تفسير الجلالين في الآية " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" قالا: أي حفظه الله من التبديل والتحريف والزيادة والنقص.

- والأستاذ عباس محمود العقاد قال في كتاب الهلال عدد ديسمبر 1959 في مقاله الافتتاحي عن كنوز وادي القمران: إن هذه اللفائف الأثرية اكتشفت في كهوف وادي القمران بشرق الأردن وهى لفائف من 2000 سنة (أي قبل الإسلام ما يزيد عن ستة قرون) وتبين بعد تهيئة اللفائف المكشوفة للإطلاع أن أهم ما تحويه نسخة كاملة من سفر إشعياء وعدة كتب من الأسفار الأخرى وأنه لا توجد بينها وبين الكتب الموجودة بين أيدينا الآن أي اختلاف ولا تبديل.

- ونختم أقوال العلماء بعالم آخر وهو الأستاذ أحمد أمين عالم ومؤرخ إسلامي قال: ذهبت طائفة من أئمة الفقه والحديث والكلام إن التبديل وقع في التأويل لا في التنزيل ومن حجة هؤلاء أن التوراة قد طبقت مشارق الشمس ومغاربها ولا يعلم عدد نسخها إلا الله ومن الممتنع أن يقع التواطؤ على التبديل والتغيير في تجميع تلك النسخ بحيث لا تبقى في الأرض نسخة إلا مبدله ومغيرة والتغيير على منهج واحد وهذا ما يستحيله العقل ويشهد ببطلانه.

وبعد شهادة كبار علماء المسلمين يأتي أحد الجهّال ويقول الكتاب المقدس محرف ... عجباً !

المرأة في الإسلام

يقولون أن المرأة مكرمة في الإسلام وأن الإسلام كرم المرأة، فهل هذا صحيح؟

قبل أن نجيب على مثل هذا السؤال لابد وأن نرى ماذا قالت المراجع الإسلامية عن المرأة حتى نستطيع أن نحكم حكماً ليس سطحياً أو متعجلاً، لأني أحب القراءة المتأنية والوقوف عند الكلمات لفهم المغزى، فالعجلة من الشيطان على رأي الميكانيكي.

دعنا نرى موقف المرأة في الإسلام من خلال المراجع الإسلامية ونرى ماذا تقول عنها:

النساء أكثر أهل النار

ـ في صحيح البخاري باب الحيض رقم 304 : "عن أبي سعيد الخِدري قال: خرج رسول الله في فطر إلى المصلّى فمر على النساء فقال: يا معشر النساء تصدّقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار، فقلن: وبما يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعنة وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهبَ للب الرجل الحازم من إحداكن"

~ ناقصات عقل؟! وناقصات دين؟! تلعب بلب الرجل الحازم؟! عجبي!!! إذا كان الرجل حازما حقا، هل تستطيع المرأة أن تلعب بلبه؟ هو ضعيف لهذه الدرجة حتى تلعب بلبه، وتقول حازم؟! هذا قلب للمعايير والموازين، فلو أن الرجل مليء نعمة وقوة من الله، لكان حازما فعلا. ألم يكن يوسف شابا حازما، وأرادت امرأة سيده أن تسقطه في الزنا ولكنه رفض وتركها وخرج عريانا!

~ لماذا إلقاء التهمة على المرأة واستخدامها كدمية؟!

من خلال قراءاتي، أستطيع أن أجيب بأن محمد كان يهمه الرجال وليس النساء. فالرجال هم من سيحاربون في جيشه ليؤسس الدولة لذا كان يعطيهم كل ما كانوا يشتهون. أما النساء فللمتعة.

المرأة شؤم

ـ في صحيح البخاري، باب النكاح حديث 5094 "عن ابن عمر قال: ذكروا الشؤم عند النبي فقال النبي: إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس"

~ شيء غريب حقا أن تكون النظرة للمرأة بهذه الصورة! ماذا بقي بعد نقص عقلها ودينها ونعتها بالشؤم؟! لماذا هذا التقليل من شأن المرأة؟

المرأة كالكلب

ـ جاء في صحيح البخاري، باب الصلاة حديث 514: "عن عائشة أنه ذُكِر عندها ما يقطع الصلاة، قال النبي: الكلب والحمار والمرأة. قالت: شبهتموننا بالحمير والكلاب!"

~ تتساوى المرأة بالكلب والحمار، عجبا!

المرأة شيطان

ـ في صحيح مسلم باب النكاح حديث 1403: "عن جابر أن رسول الله رأى امرأة فأعجبته (اشتهاها) فأتى امرأته زينب وهي تشتغل فقضى حاجته (أي ضاجعها وهي تعمل) ثم خرج إلى أصحابه وقال: إن المرأة تأتي في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان"

~ عجيب! نفترض أنها شيطان، فلماذا تتبع الشيطان إذن؟! لم لا تغض الطرف عنه؟ أم أن الأمر فقط إسقاط الخطأ كله على المرأة وأنها السبب في كل المصائب!

ـ علّق على هذا الحديث الإمام النووي في شرح صحيح مسلم ج5 صفحة 150 قائلا: "معنى هذا الكلام الإشارة إلى الهوى ونداء الفتنة بها فهي شبيهة بالشيطان في دعائه إلى الشر بوسوسته وتزيينه له"

~ ياه!! ولما يكون الرجل كالذئب الكاسر والثعلب المكار ليسقط النساء في حبائله، لماذا لا يقال عنه أنه شيطان؟! أين حق المرأة في المجتمع الإسلامي؟ لماذا يكون السكين حادا عليها؟! ألهذا يحجّبونها لكي لا يظهر منها شيء؟ مسكينة المرأة المسلمة تلبس لباس العفاريت دون أن تعرف السبب الحقيقي وهو أنهم يعتبرونها شيطان. يا حرام!

المرأة كالنعجة والشاه

ـ في تفسير القرطبي لسورة صاد آية 23: "يُكْنَى عن المرأة بالنعجة والشاه لما هي عليه من السكون والعجز وضعف الجانب ويكنى عنها بالبقرة والناقة لأن الكل مركوب"

~ كلام في منتهى قلة الأدب! أهذه هي كرامة المرأة؟ مركوبة؟!! هذا كلام يقال من فم أنبياء؟! والغريب، إذا تكلمت فهي شيطان وإذا سكتت فهي نعجة! فماذا تفعل المسكينة لكي تسلم من لسانكم؟! يا رب ارحم!

حقوق المرأة على زوجها

1) في سنن ابن ماجة كتاب النكاح باب حق المرأة على الزوج حديث 2456: "عن حكيم بن معاوية عن أبيه أن رجلا سأل النبي: ما حق المرأة على الزوج. قال: أن يطعمها إذا طعم، وأن يكسوها إذا اكتسى، ولا يُضرَب الوجه (أي يمكن الضرب في مكان آخر ما عدا الوجه)"

ـ وفي سورة النساء آية 34: "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض..  واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن"

~ وتحضرني الذاكرة الآن بشيخ الجامع في اسبانيا الذي ألف كتابا ناصحاً فيه الرجال بأن ينفذوا هذه الآية ويضربوا نساءهم بطريقة modern بعصا طرية وفي مناطق لا تترك علامات ! وبأس النصيحة !! لقد صُدر كتابه وحكم عليه بالسجن مع إيقاف التنفيذ. القرآن يحاكم في المحاكم الآن، عجبي!

ـ جاء في كتاب الفقه الحمبلي صفحة 417 : " للزوج الحق في أن يضرب زوجته ضربا غير المبرح، والضرب غير المبرح هو أنه يضربها عشرة أسواط (بالسوط)"

~ يا سلام! يضربها عشرة أسواط ويقول غير مبرح؟! ألهذا الحد المرأة مهانة في الإسلام؟! مسكينة!

~ والواقع الذي تحمده المرأة هو أن الزمان قد تغير وأصبح للمرأة كلمة ورأي، فلم تعد تقبل بالإهانات والضرب. لذا يمكننا القول أن القرآن غير صالح لكل زمان ومكان، فعندما كان القرآن ينزل متقطعا كان يصور أحكامه، ومن هنا جاء الناسخ والمنسوخ فعندما يحدث أي حدث فالقرآن ينزل الآية ولما يرتقي الموقف تنزل آية عكس الآية وتلغي ما قبلها!!
~ فهل نحن محتاجين اليوم إلى آيات جديدة تنسخ القديم عندما تغيرت الأوضاع وخصوصاً مع عمل المرأة؟! هذا سؤال كبير!

2) في كتاب الفقه الحمبلي صفحة 355: "للزوج أن يمنع زوجته من حضور جنازة أبيها أو جنازة أمها ويمنعها من إرضاع ولدها من غيره"

3) في كتاب الروض المربع (وهو كتاب يُدرس في جامعات الدين) صفحة 15: "إن الزوج لا يلزمه كفن امرأته لأن الكسوة وجبت عليه بالزوجية والتمكن بالإستمتاع، وبموتها انقطع هذا الإستمتاع"

~ منتهى الغرابة! الزوج الذي عاش مع زوجته طوال العمر، لا يكفنها عند موتها لأنه لم يعد يتمتع بها! أهكذا تكون نهاية المرأة التي أفنت حياتها لخدمة الرجل، ؟ إذن الزواج في الإسلام هو زواج متعة فقط! مع الأسف هناك رجال كثيرون يطبقون هذه الشريعة في الدول العربية المتشددة. فهل هذه شريعة من الله تليق بالبشر؟

المرأة ملعونة

ـ في صحيح البخاري حديث 3237: "عن أبي هريرة قال رسول الله: إذا دعى الرجل امرأته إلى فراشه فأبت، فبات غصبانا عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح"

~ شيء مؤسف حقا، الملائكة مع الرجل ضد زوجته. مسكينة المرأة لا مشاعر لها فهي في الإسلام مخلوقة لاستمتاع الرجل فقط حتى لو كانت تعبة أو لها ظرف. هل تؤمن أن هذا دين من عند الله؟!

ـ علّق على ذلك الإمام العسقلاني في فتح الباري ج2 صفحة 2311 قائلا: "إن الله لم يترك شيئا من حقوق الرجل إلا جعل له من يقوم به حتى جعل ملائكته تلعن من أغضبه بمنع شهوة من شهواته"

~ يقمع الله الشهوة ويقدّر ظروف الآخرين، ولكن نجد إله الإسلام يساعد على الشهوة ويرسل ملائكته ليلعن من يمنعها. عجيب!

المرأة سلعة

ـ من هنا نستطيع أن نفهم زواج المتعة في مسند أحمد حديث 4195 : "عن عبد الله قال: كنا مع النبي (في الغزو) فقلنا يا رسول الله ألا نستخصي؟ (نزيل شهوة الجنس بالإستخصاء) فنهانا الرسول ورخّص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل. ثم قرأ عبد الله: يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم"

~ أصبحت المرأة من الطيبات التي تُشترَى بأجر؟!

ـ في صحيح مسلم كتاب النكاح حديث 3479 وصحيح البخاري حديث 5173 : " عن جابر بن عبد الله وسلمى بن الأكوع قالا: خرج علينا مُنادي رسول الله فقال إن رسول الله قد أذن لكم أن تستمتعوا بالنساء"

ـ وفي صحيح البخاري حديث 4559: "عن عمران بن حصين قال: أُنزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع رسول الله ولم ينزل قرآن يحرمه ولم ينهى عنه حتى مات رسول الله"

~ معاشرة النساء بأجر سواء ثوب أو نقود أو ما اتفقا الطرفان عليه. هذه دعارة رسمية!!

ـ وفي صحيح مسلم كتاب النكاح حديث 3381: "قال عطاء: قدم جابر بن عبد الله معتمرا، فجئناه في منزله فسأله القوم عن أشياء ثم ذكروا المتعة فقال: نعم، استمتعنا على عهد رسول الله وأبي بكر وعمر"

~ يقول البعض أن عمر قد حرمها. وإن يكن!؟ هل لعمر الحق في تحريم ونسخ آيات قرآنية؟! مازال أهل الشيعة يعملون بها إلى الآن ومعهم حق!

~ والسؤال: هل يعقل أن الله يأمر بدعارة مُقنّنة؟ إنه قرآن وأحاديث. إن كان الشخص يخجل من قراءتها، فكيف يقنن كشريعة من نبي مزعوم؟!

زواج المرأة

هل الأصل في الزواج سر مقدس وهل هو احترام متبادل بين الزوج والزوجة أم لا؟ فلماذا لا تعطى المرأة الحق مثل الرجل؟ يتزوج الرجل مثنى وثلاث ورباع وما ملكت إيمانه، فلو كان هناك مساواة للمرأة لماذا لا تنزل آية تقول لها أن تتزوج مثنى وثلاث ورباع وما ملكت إيمانها؟ فالذي لا يعقل بالنسبة للمرأة، مليون بالمائة لا يعقل بالنسبة للرجل. فأين العدل هنا؟

طلاق المرأة

ـ في صحيح البخاري حديث 5792 "عن عائشة: جاءت امرأة رفاعة القرزي إلى النبي فقالت: كنت عند رفاعة فأبتّ طلاقي (أي طلقني بالثلاثة) فتزوجت عبد الرحمان بن الزبير فوجدت أن ما معه (أي قضيبه) مثل هذب الثوب. فقال: أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة؟ لا! حتى يذوق عسيلتك وتذوقي عسيلته"

إذا حدث أن طلق الرجل امرأته مرة ثالثة، تحتاج إلى محلل، وكل الناس تعرف ذلك أنه يأتي رجل أخر يتزوجها وعندما يطلقها يمكن أن يتزوجها زوجها الأول مرة أخرى.

~ ما ذنب المرأة إن كان زوجها انفعل وطلقها؟ هي التي تدفع الثمن إذاً ؟ رجل انفعالي طلق امرأته ومرة ثانية وثالثة أي طلقها بالثلاثة.. أليس هو الذي يؤدب؟ لا! يأخذون المرأة ويعطونها إلى رجل أخر !! فما ذنبها وكأنها هي المذنبة !! أين المنطق؟ إنها إهانة للمرأة في حقها!

شهادة المرأة

ـ شهادة امرأة واحدة لا تقبل لأنها نصف شهادة ومكانتها ليست مثل مكانة الرجل، فالمرأة في الإسلام موجودة لأجل الرجل ولهذه الأسباب ليست لها حقوق كثيرة، ومثلاً المرأة كما في سورة البقرة آية 282 ليست المرأة مثل الرجل في الشهادة والمفروض أن يكون أثنين من الشهود، ولكن من الرجال فقط أثنين ولكن إذا كانوا نساء يكونان أثنين من النساء بدلاً من رجل. إذن يمكن أن يُستبدل رجلين بأربعة نساء؟ بالطبع ولكن لابد وأن يكون هناك رجلاً أيضاً بينهم.

~ والسؤال: أين احترام مشاعر المرأة؟ هل المرأة كاذبة حتى لا تقبل شهادتها؟ أليس للمرأة كرامتها ولها نفسيتها مثل الرجل تماماً!؟

ميراث المرأة

ـ ترث المرأة نصف ما يرثه الرجل وهذا موجود في سورة النساء آية 11
~ فهذا وضع غريب! لماذا يقلل من شأن المرأة وقيمتها؟!
~ نرى البعض يقولون: لسبب أن الميراث لا يخرج خارج العائلة! فلماذا لا يخرج خارج العائلة وما هي المشكلة ؟ فهذا حقها !!

نصيب المرأة في الجنة

كما تعلم ويعلم الجميع أن الرجل المسلم عندما يموت تكون له حوريات في الجنة "حور عين" قد تصل إلى أكثر من سبعة آلاف حورية يتزوجها ويتمتع بها، وقد ذكر في أربعة آيات في سور القرآن كالواقعة والإنسان وغيرهم. فعندما يموت المؤمن، يتمتع بحور العين وولدان مخلدون.

(وبالمناسبة، هؤلاء الولدان المخلدون ليسوا للخدمة، بل للتلذذ الجسدي. وهناك باحث اسمه محمد جلال كشك عمل بحثا كبيرا في موضوع "الولدان" وهذا البحث صدر، فرفع قضية أمام المحكمة وعندما أرسلوا هذا البحث للأزهر لكي يدرسوه وليروا إن كان هذا البحث موافقا للتعاليم الإسلامية أم لا، وجدوه موافقا للتعاليم الإسلامية ووافقوا عليه)

~ هذا وضع الرجل في الجنة، فماذا بالنسبة للمرأة؟ لا يوجد شيء للمرأة في جنة الإسلام! للرجل حوريات، فلماذا لا يكون للمرأة حور؟! ليسوا متساويين حتى في الجنة! شيء مضحك فعلا!

** هكذا نرى من خلال القراءات أن معامة المرأة في الإسلام ليست بمساواة مع الرجل وهناك علامات استفهام كبيرة على وضع المرأة من خلال المراجع والكتب الإسلامية.

~ هل فكرت المرأة في وضعها في الإسلام ؟ هل تقبل المرأة المسلمة لنفسها هذا الوضع ؟

فهي مغلوبة على أمرها ماذا تفعل !!

أختي المسلمة، إني أشفق عليك في هذا المركز، وأنا اقرأ هذه الأشياء شعرت بمرارة، فهذه أشياء تحزن القلب حقا...

موجز عن المرأة في المسيحية:

عندما خلق الله المرأة في المسيحية " حواء " خلقها من ضلع آدم فلم يخلقها من رأسه لكي لا تكون متفوقة عليه ولم يخلقها من قدمه لكي لا يدوسها بحذائه. ليس الرجل من دون المرأة وليست المرأة من دون الرجل وهنا تساوي في الرب.  لذا يتزوج الرجل امرأة واحدة فقط.
وكرامة المرأة في المسيحية معروفة، ومثال ذلك العذراء مريم. أنظر إلى كرامتها وقيمتها وعظمتها، قد أخذت كل الكرامة والاحترام.
وأيضاً في الكتاب المقدس كان هناك نبيات مثل دبورة النبية، ومريم النبية أخت هارون، وأيضاً هناك خادمة مثل فيبي.
فالمسيحية تنظر إلى المرأة نظرة متساوية مع الرجل في كرامتها ومكانتها وفي موقفها والنظرة إليها نظرة احترام وتقدير والمرأة ليست سلعة في المسيحية لتسلية الرجل وليست متعة لمزاج الرجل ولكن الزواج سر مقدس يربط الاثنين معاً.. ويأتي هذا من أن الرجل قَبِلَ المسيح في حياته فصارت له قيمة والمرأة قَبِلَت المسيح في حياتها فصارت لها نفس القيمة ومن هنا كان الارتباط بينهما مبني على الاحترام المتبادل والتقدير المتبادل والحب المتبادل
من رسالة أفسس إصحاح 5 في الكتاب المقدس، نرى الرباط والحب المتبادل بين الرجل والمرأة إذ يقول الرب " أيها النساء أخضعن لرجالكن كما للرب لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضاً رأس الكنيسة وهو مخلص الجسد ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شيء وأسلم نفسه لأجلها، كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم. وأما أنتم الأفراد فليحب كل واحد امرأته هكذا كنفسه وأما المرأة فلتحب رجلها"

أعطى الكتاب المقدس ثلاث وصايا للرجال "حب باذل" وأعطى ثلاث وصايا للنساء "حب خاضع" فيحدث تناغم وتوافق واتحاد وهذا هو موقف المرأة في المسيحية باختصار.

وبخصوص الجنة، ففي شريعة اليهود القديمة إذا تزوج شخص بامرأة ثم مات قبل أن ينجب منها فالشريعة تقول أن أخوه يتزوجها وينجب منها طفلا وينسبه إلى أخيه الذي مات لكي لا ينقطع النسل. لهذا سأل الناس السيد المسيح سؤالا: رجل تزوج ومات قبل أن ينجب فأخوه تزوج امرأته ومات قبل أن ينجب أيضاً وأخوه الثالث تزوجها ومات قبل أن ينجب وكانوا سبعة أخوات وماتوا، ففي السماء لمن تكون؟ وفي هذا تصوروا أنهم حاصروه بهذا السؤال، فرد السيد المسيح قائلاً: إنكم لا تفهمون، ليس هناك زواج في السماء، ففي السماء لا يزوجون ولا يتزوجون بل يعيشون كملائكة الله.

فإذن لا يوجد زواج في السماء فالمرأة تكون كملاك في جسم نوراني والرجل كملاك في جسم نوراني وتكون عائلة روحية نورانية تعيش في متعة مع الله تراه وتتمتع به.