الأربعاء، 4 يناير 2012

مصادر القرآن

الواقع أن هذا الموضوع هو من أخطر المواضيع التي أخذت مني جهدا ووقتا كثيرا، وهو يتعلق بمصادر القرآن، من أين كتب؟ ومن أين استمد شعائره؟ هل المسلمون الآن يعلمون أن الإسلام استمداد لعبادة الأوثان؟

إن مناقشاتنا هذه ما هي إلا من باب البحث العلمي النزيه، بفكر مستنير، ومنطق سليم. وقد صدق الدكتور طه حسين في (كتابه: الشعر الجاهلي ص 11و12) حينما قال: "القاعدة الأساسية لمنهج البحث العلمي هي أن يتجرد الباحث من كل شيء كان يَعْلَمَه من قبل، وأن يستقبل موضوع بحثه خالي الذهن مما قيل فيه خلوا تاما.. والناس جميعا يعلمون أن هذا المنهج الذي سخط عليه أنصار القديم في الدين والفلسفة يوم ظهر، قد كان من أخصب المناهج وأقومها وأحسنها أثرا.. وأنه الطابع الذي يمتاز به هذا العصر الحديث.. فيجب ألا نتقيد بشيء ولا نذعن لشيء إلا مناهج البحث العلمي الصحيح"

ونحن بكل صراحة نفتقد لهذا المنهج، والموضوع كله تحيزات. ولا أريد أن يصدم أحد بسبب أسئلتي عن المصادر التي استقى منها محمد قرآنه. فإنني أتساءل بمحبة خالصة ونزاهة صادقة، لنصل إلى الحقيقة المنشودة. وبالطبع الأمر مطروح للمناقشة، ويستطيع علماء المسلمين أن يوضحوا وجهات نظرهم في هذه المناقشات بكل حرية، والإتيان بالأدلة الموثقة، والالتزام بالمنطق السليم.

المصدر الأول: الأساطير

قد تتساءل: ماذا تقصد بالمصادر التي استقى منها محمد قرآنه. ألا يؤمن جميع المسلمين أن للقرآن مصدر واحد وهو الوحي؟

~ طبعا هذا ما تؤمن به، لذلك لي بعض الأسئلة من واقع آيات قرآنية كثيرة لا يمكن تجاهلها، تحتاج إلى إيضاح منها:

* في سورة الفرقان 4-6: "وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك قد افتراه، وأعانه عليه قوم آخرون، فقد جاءوا ظلما وزورا. وقالوا أساطير الأولين اكتتبها، فهي تُمْلَى عليه، بكرة وأصيلا، قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض إنه كان غفورا رحيما"

* وفي سورة النحل 103: "ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلِّمه بشر، لسان الذي يلحدون إليه أعجمي، وهذا لسان عربي مبين"

~ من هذه الآيات يتضح لنا أمران:

ـ الأمر الأول: أن النبي قد أكد أن القرآن هو وحي من عند الله، في (سورة الفرقان 6: "قد أنزله الذي يعلم السر..").

ـ الأمر الثاني: الذي يتضح أيضا من هذه الآيات هو أن المعاصرين للنبي كان لهم رأي آخر، توجزه هذه الآيات فيما يلي:

1- أن ما أتى به النبي هو كذب (سورة الفرقان 4 " وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك")

2- أن النبي [قد افتراه] مدعيا أن هذا وحي (سورة الفرقان 4 " إن هذا إلا إفك قد افتراه ")

3- قد أعانه على ذلك آخرون (سورة الفرقان 4 " وأعانه عليه قوم آخرون ")

4- أن هؤلاء قد أملوه عليه (سورة الفرقان 5 " فهي تملى عليه")

5- أن هناك بشراً علموه هذا الكلام (سورة النحل 103 " إنما يعلِّمه بشر" )

  6- وأن ما أتى به هو عبارة عن قصص كانت موجودة في كتب الأقدمين (سورة الفرقان 5) " "وقالوا أساطير الأولين اكتتبها"

~ آراء فقهاء المفسرين

* تفسير الإمام النسفي (ج 3 ص 233و 234):

ـ قوله: "إن هذا إلا إفك، قد افتراه": أي كذب اختلقه من عند نفسه.

ـ قوله: "وأعانه عليه قوم آخرون": أي اليهود وعدّاس، غلام عتبه، ويسّار، وأبو فكيهة الرومي،

ـ قوله: "وقالوا أساطير الأولين اكتتبها": أي أحاديث المتقدمين كتبها لنفسه.

* تفسير النيسابوري (غرائب القرآن ج 7 ص 99) تعليقا على: "إنما يعلِّمه بشر" (سورة النحل 103) تساءل الإمام النيسابوري قائلا: "من هو ذلك البشر؟ وأجاب قائلا:

ـ قيل كان غلاما لـ "حويطب بن عبد العزّى" واسمه "عائش ويعيش"، وكان صاحبَ كتب من التوراة. وقيل هو "جَبْر غلام رومي"  كان لعامر بن الحضرمي. (نصراني). وقيل عبدان هما: "جبر، ويسّار" كانا يصنعان السيوف بمكة ويقرآن التوراة والإنجيل، وكان رسول الله صلعم إذا مر وقف عليهما يسمع ما يقرآن. وقيل هو "سلمان الفارسي" كان غلاما لـ "لفاكه بن المغيرة، واسمه "جبر"، وكان نصرانيا. وقيل قين (يعني حداد) بمكة اسمه "بلعام".

* والشيخ خليل عبد الكريم (في كتابه فترة التكوين في حياة الصادق الأمين ص 335) يذكر "مجموعة أخرى من الأسماء التي كان لها تأثير كبير على ثقافة النبي الدينية مما أفضى إلى هذا القرآن". وتضم هذه القائمة القسوس والرهبان النصارى الآتية أسماؤهم:
ـ القس ورقة بن نوفل.  
ـ الراهب بحيرى.  
ـ الراهب سرجيوس.  
ـ الراهب عدّاس.

~ هذه بعض آراء المفسرين والعلماء وعلينا ألا نتجاهل ذلك، بل عملا بمنطق القرن الحادي والعشرين العلمي لنبحث في هذه الأمور لنرى إن كانت صدقا أم كذبا. أما أن نرميها وراء ظهورنا بلا فحص فإني أعتبر ذلك جريمة بحق العقل البشري. فالله أعطانا العقل لنفحص أسس إيماننا لنعرف إن كنا نسير في الطريق السليم أم لا.

~ هذه الآراء كلها اتهامات ولا تقطع بنتيجة محددة. ولكنها مقدمات ضرورية لابد أن توضع في الاعتبار ونحن نفكر بعقولنا الحرة، فليس هناك دخان بلا نيران. فإن كان هذا الكم من الكلام وتسمية أشخاص معينين كانوا معروفين في ذلك الحين، إذن فالموضوع يستحق الدراسة.

~ والتساؤل الخطير للغاية هو: ما هو الرأي الصحيح؟ هل كان القرآن وحيا من عند الله كما قال النبي ؟ أم كان فعلا من إملاء هؤلاء الناس كما قال هؤلاء المعاصرون لمحمد؟

~ إني أعتقد أن الفيصل في الحكم في هذا الأمر هو ما قاله النبي نفسه في (سورة النساء 82) "لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " إذن فمن منطلق هذه الآية الخطيرة نرى أنه: إن كان القرآن فعلا من عند الله فإننا لن نجد بين آياته أي اختلاف. ولكن إن وجد فيه اختلافات، فيصدق فيه نصُّ الآية، بأنه ليس من عند الله، أي أنه كتب بإملاء من هؤلاء البشر كما قال معاصرو النبي. فدعونا نرى الحقيقة.

ـ بالرجوع إلى كتب الفقهاء المتخصصين في علوم الناسخ والمنسوخ أمثال: الشيخ أبو جعفر النحاس في كتابه (الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم)، والشيخ هبة الله بن سلامة البغدادي في كتابه (الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم) أيضا، والمظفر بن الحسن بن خزيمة في كتابه (الموجز في الناسخ والمنسوخ)، وتفسير الجلالين مع أسباب النزول إعداد وتنسيق الشيخ محمد أمين الضناوي، وكثيرين غيرَهم، يتضح لنا أن بالقرآن  آيات متناقضة، تمثل (%28,62) منه والتي لم يستطع أي عالم أو فقيه من القدامى أو المحدثين أن يجد لها حلا منطقيا.

~ إذن بناء على هذه الحيثيات المنطقية، نسأل أحباءنا المسلمين، ما رأيكم؟ ألم يكن لمعاصري الرسول حق في أن يقولوا ما قالوه عن مصادر أخرى لهذا القرآن، بحسب ما ذكرت التفاسير السابق ذكرها ؟ أم ماذا؟ نريد ردا أحبائنا الأفاضل شيخ الإسلام فنحن نطرح التساؤلات وننتظر الإجابات.

المصدر الثاني: الإسرائيليات

ليس الموضوع مجرد إبداء آراء وإنما هي تساؤلات، فإني أقرأ وأطلع، وآتي لأتساءل ولعل أحباءنا العلماء يشاركونا بإجاباتهم المنطقية السليمة. تقول مراجع دراسة مقارنة الأديان أن محمدا اعتمد على مصادر متعددة في كتابة قرآنه منها مصادر يهودية إسرائيلية. والواقع أن التراث الإسلامي يعرف موضوع الإسرائيليات في الأحاديث النبوية

ـ إذ يقول ابن تيمية في كتابه (جامع الرسائل ص 64) عن الأحاديث المدسوسة: "هي كلام باطل لا تقوم بها حجة، بل إما أحاديث موضوعة، أو إسرائيليات غير مشروعة"

ـ ونفس الشيء قيل عن القرآن وليس الأحاديث النبوية فقط: فقد جاء في سورة الفرقان: 4-6: "وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك قد افتراه، وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاءوا ظلما وزورا. وقالوا أساطير الأولين اكتتبها، فهي تُمْلَى عليه بكرة وأصيلا"

* وتنقسم مصادر القرآن الإسرائيلية إلى نوعين:

ـ أسفار الكتاب المقدس العهد القديم القانونية (الثوراة).

ـ الأساطير الشعبية وكتب القصص الخيالية اليهودية (أي الفلكلور الشعبي).

* يعترف محمد أنه أخذ من العهد القديم قصصه بقوله في:

- سورة الأعلى 87: 18-19: "إن هذا لفي الصحف الأولى، صحف إبراهيم وموسى"

- سورة النجم 53: 36-37: "أم لم يُنَبَّأْ بما في صحف موسى وإبراهيم ..."

- سورة الشعراء 26: 196 " وإنه في زُبُر الأولين"

 وقد وضح المفسرون "الصحف الأولى: أنها سائر الكتب المنزلة قبل القرآن"

1) ماذا أخذ محمد من كتب العهد القديم (الثوراة)؟

في الواقع أخذ الكثير من الأحداث، أرجو أن تقرأ الثوراة لتتحقق من الأمر بنفسك لأن المساحة صغيرة لذكر كل الإحداث، لكن دعنا نذكر بعضعا:

من سفر التكوين:
ـ قصة الخليقة: (1: 25) في البدء خلق الله السموات والأرض
* (سورة الأنعام 6: 73) "وهو الذي خلق السماواتِ والأرضَ"

ـ قصة آدم وحواء: (1: 26ـ34) "خلق الله الإنسان على صورته وباركه"
* (سورة البقرة: 30ـ39) "إني جاعل في الأرض خليفة"

ـ قصة قايين وقتل هابيل: (4: 1ـ16): "وحدث أن قايين قام على هابيل أخيه وقتله"
* (سورة المائدة 5: 30): " فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله"

ـ قصة نوح والطوفان: (اختلاف القرآن في هلاك واحد من أبنائه) (إصحاحات 6ـ 10)
* (في القرآن: سور عديدة منها سورة نوح، يونس، هود، إبراهيم ..)

ـ قصة إبراهيم: (مع اختلافات في بعض الأمور في حياته) (في سفر التكوين إصحاحات 12ـ 25)
* (في القرآن: في سور كثيرة منها: سورة البقرة وسورة الأعلى، وسورة إبراهيم)

ـ قصة لوط: (14) 
*  (في القرآن: من سورة هود إلى الصافات)

ـ قصة يعقوب إسرائيل، وبني إسرائيل (29ـ 38)
* (في القرآن: من سورة البقرة ـ الصف)

ـ قصة يوسف: (39ـ50 )
* (في القرآن: من سورة غافر )

 من سفر الخروج:
  ـ قصة موسى وفرعون: (وفي سورة لبقرة) 
  ـ عامود السحاب (الغمام): (سورة البقرة 57)
  ـ المن والسلوى: (سورة البقرة 57)
  ـ الصخرة (الحجر):  (سورة البقرة 60)
  ـ العجل الذهبي: (سورة البقرة 54)
ـ تجلي الله له في شجرة (القصص، طه، النمل)

من سفر اللاويين:
ـ شريعة العين بالعين، والسن بالسن (14: 14)
* (سورة المائدة 45).

من سفر العدد:
ـ البقرة الحمراء (19)
* (الصفراء: البقرة 67ـ71)

من سفر التثنية:
ـ أخذ موسى كتب التوراة (34)
* (سورة البقرة 53)

من سفر صموئيل:
ـ شاول وداود وجليات (سفر صموئيل)
* (سورة البقرة)

من سفر الملوك والأيام:
ـ قصة سليمان النبي (سفر الملوك)
* (سور الأنبياء والنمل وسبأ)

ـ إيليا وأليشع (سفر الملوك)
* (سورة الأنعام والصافات)

من سفر أيوب:
ـ  قصة أيوب (سفر أيوب)
* (سورة الأنبياء)

من سفر يونان (يونس):
(سفر يونان) ß (سورة يونس)

كيف عرف محمد كل هذه القصص؟

كان الكثير من اليهود والنصارى في الجزيرة العربية وقد قتل محمد منهم الكثير.

ـ نجد الإجابة عند الشيخ خليل عبد الكريم في كتابه (فترة التكوين في حياة الرسول الأمين ص 95) إذ قال: "لقد أتاحت السيدة خديجة للنبي محمد التَّماس بالقس ورقة وغيره مثل عدّاس وبحيرى وقضاء الليالي الطوال مع ابن نوفل في المدارسة والمذاكرة والمحاورة. وهي التي هيأت له الاختلاط بأصحاب كافة الملل والنحل والعقائد والأديان الذين اكتظت بهم مكة".

ـ وقال أيضا (في صفحة 121): "وبالمساء وفي ليل مكة الطويل شتاء كان يقضيه مع الطاهرة بمفردها أحيانا وبحضور القس أحيانا أخرى تتم في تلك القعدات مذاكرة الثوراة التي نقلها ورقة من اللسان العبراني إلى اللسان العربي. وما يعقبها من شروح وإيضاحات وحوارات بالجلسات التي قد تستمر حتى بزوغ الفجر.

2) ماذا عن الأساطير الشعبية التي أخذ منها؟

الأساطير هي كتب القصص الخيالية اليهودية المأخوذة عن التلمود اليهودي البابلي. وقد كان اليهود يؤلفون قصصا خيالية يتسلون بحكايتها أيام الليل الطويل. والواضح أن محمد قد أخذ من هذه القصص ظنا أنها من الثوراة.
والواقع أنه قد ورد في 9 سور من القرآن آياتٌ توضح أن المعاصرين لمحمد تيقنوا أن ما يقوله هو فعلا من الأساطير القديمة، وعبروا عن هذا للنبي نفسه، يتضح ذلك مما يلي: [سورة الأنعام 6: 25] "يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين". وهكذا جاءت في (سورة الأنفال، وسورة النحل وسورة المؤمنون وسورة الفرقان وسورة النمل وسورة الأحقاف وسورة القلم وسورة المطففين).

ـ لنأت إلى أحد أئمة المسلمين العلماء وهو الشيخ عبد الله يوسف علي الذي ترجم القرآن للإنجليزية. قال في (تفسيره للقرآن ص 1382، وص 1638)، بأن القرآن أخذ عن تلك الكتب التي أطلق عليها فضيلته إسم كتب الفلكلور السامية حيث يقول: يوجد كتاب باللغة اليونانية قام الأستاذ "G. H. BOX"   بترجمته إلى اللغة الإنجليزية وقد نشر بلندن سنة 1927 ويضيف الشيخ عبد الله قائلا: يبدو أن هذا الكتاب مأخوذ من أصل عبري.
وقد أشار أيضا الشيخ عبد الله إلى مصدر آخر وهو كتاب المِدْراس اليهودي (ونعلم أن الشيخ عبد الله قد كتب تفسيره باللغة الإنجليزية حيث أنه مسلم هندي الأصل) وقد ذكر المدراس اليهودي باللغة الإنجليزية بالطبع هكذا: The Jewish Midrash (ص1638)

~ يحسن للباحث عن الحقيقة أن يذهب إلى بعض المواقع على الإنترنيت ليقرأ المزيد من الأبحاث المحققة علمياً:
Talmud, Midrash, Encyclopedia Judaica, Islam review, Light of love [Myth in the Qur'an]

وإليك ما أخذه القرآن من الأساطير الشعبة وكتبها:

­* ما جاء بالقرآن منقولا عن كتاب [فَرْقِي ربي أليعزر: فصل 21]
ـ أسطورة تعلُّم قايين من الغراب كيفية دفن أخيه: (سورة المائدة5: 30ـ35)

* ومن كتاب [مدراس رباه، Midrash Rabby الذي أشار إليه الشيخ عبد الله يوسف عليّ، فصل 14
ـ أسطورة إلقاء نمرود لإبراهيم في النار وعدم احتراقه

* ومن كتاب: [الترجوم الثاني عن سفر أستير  The Second Targum of Easterمعروف بالاسم Targum Sheni]
ـ اجتماع سليمان الملك بمجلسه المكون من الجن والعفاريت والطيور والهدهد وإحضاره عرش ملكة سبأ لسليمان.

* كتاب (مدراس يلكوت: الفصل 44  Midrash Yalkot الفصل 44)
ـ وجود الشهوة في الملاكين هاروت وماروت وشربهما الخمر والزنا والقتل وتعليم الناس السحر.

* ما نقله القرآن عن كتاب [عبوداه زاراه: الفصل الثاني 45]
ـ رفع الجبل فوق رؤوس اليهود.

* بخصوص أسطورة سخط اليهود قردة:
ـ نقل القرآن هذه الأسطورة عن تقليد يهودي قديم بشهادة الشيخ عبد الله يوسف علي، في (تفسيره للقرآن ص34)

* ما نقله القرآن عن الكتاب اليهودي الشعبي المسمى (حكيكاه باب 9 فصل 2)
ـ أسطورة السموات السبع.

* ما نقله القرآن عن نفس المرجع السابق كتاب (زوهر فصل 2):
ـ أسطورة أن أبواب جهنم سبعة

* ما نقله القرآن عن الكتاب اليهودي الشعبي المسمى (تفسير راشي على تك 1: 2)
ـ أسطورة أن عرش الله على الماء

* ما نقله القرآن عن الكتاب اليهودي الشعبي المسمى (روش هشاناه فصل 16: 2)
ـ أسطورة أن الطوفان كان من الماء المغلي

* ما نقله القرآن عن الكتاب اليهودي الشعبي المسمى (فرقي أبوت باب 5 فصل 6)
ـ أسطورة اللوح المحفوظ

المصدر الثالث: النصرانيات

كما أخذ القرآن من الثوراة والأساطر اليهودية، كذلك هناك نوع آخر من المصادر وهي الإنجيل وكتب الهراطقة والأساطير الشعبية. وسوف أسوق بعض الأمثلة لذلك:

1) ما أخذ من الإنجيل

* قصة بشارة الملاك لزكريا:
ـ (بشارة لوقا 1: 13) "فقال له الملاك: لا تخف يا زكريا ... وامرأتك أليصابات ستلد لك ابنا وتسميه يوحنا ... ليس نبي أعظم من يوحنا " (مع ملاحظة تغيير اسم يوحنا إلى يحيى)
ـ في (سورة مريم 19: 7) "يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له قبلُ سَمِيَّا"

* العذراء مريم وبشارة الملاك:
ـ (لوقا1: 28) "فدخل إليها الملاك وقال سلام لك أيتها المنعم عليها، لاتخافي، ها أنت ستحبليين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى.. فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلا. فأجاب الملاك وقال لها: الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظللك، فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله"
ـ (آل عمران 3: 45) "إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين."

 * تعاليم المسيح:
صعوبة دخول الأشرار إلى السماء:
ـ (لو 18: 25) " دخول جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله"
ـ (سورة الأعراف 7: 40) "إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخِيَاطِ"

نصيب الأبرار الصالحين في السماء:
ـ (1 كو2: 9) "ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه"
ـ (مشكاة المصابيح ص 487) ورد في أحاديث القدسية عن أبي هريرة أن محمدا قال أن الله سبحانه وتعالي قال: "أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر"

* معجزات المسيح: الخلق، وتفتيح أعين العميان، شفاء البُرْصَ، إقامة الموتى ...
ـ (مت4: 33ـ24) "وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب. فذاع خبره في جميع سورية فاحضروا إليه جميع السقماء والمصابين بأمراض وأوجاع مختلفة والمجانين والمصروعين والمفلوجين فشفاهم" وأقام كثيرين من الأموات.
ـ (آل عمران 3: 49) ".. أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله، وأبرئ الأَكْمَهَ (الذي ولد أعمى) والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله، وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم "

* رفض اليهود للمسيح:
ـ (مت26: 4) "وتشاوروا لكي يمسكوا يسوع بمكر ويقتلوه"
ـ (آل عمران 3: 54) "ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين"

*  ارتفاع المسيح إلى السماء:
ـ (مرقس 16: 6) "يسوع الناصري المصلوب قد قام ليس هو ههنا"
ـ (سورة النساء 4: 158) "بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما"

2) المصادر النصرانية الشعبية

إنها في الواقع المصادر الأسطورية من كتب الهراطقة، والفلكلور الشعبي. وسوف أسوق بعض الأمثلة:

* مريم أم المسيح:
ـ جاء في (سورة مريم 19: 28و29) "يا مريم ... يا أخت هرون ما كان أبوك امرء سوء وما كانت أمك بغيا"
ـ وفي (سورة التحريم 66: 12) "ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا"
ـ  (سورة الفرقان 25: 37) "ولقد آتينا موسى الكتب وجعلنا معه أخاه هرون وزيرا"

~ الواقع أن مريم أخت هرون وموسى كانت في القرن الخامس عشر قبل الميلاد. أي أنه بين مريم بنت عمرام، وبين مريم أم المسيح حوالي 1500 سنة. ومريم أم المسيح كان اسم أبيها يواقيم وليس عمران. ولكن محمد أخذ هذه القصة من الكتب الشعبية التي كانوا النصارى يتسلون بقراءتها في الليالي الطويلة.

* وبخصوص إحضار ملاك بطعام لها:
ـ (سورة آل عمران3: 37) ".. وكفلها زكريا، كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا؟ قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب"
~ هذه القصة موجودة في الكتاب الشعبي المسمى (حكاية مولد مريم وطفولية المخلص الفصل 20)

* وكلام المسيح في المهد:
ـ (سورة مريم 19: 16-31)  
~ مأخوذة من نفس كتاب (حكاية مولد مريم وطفولية المخلص الفصل 20) وقد تسربت هذه الأسطورة من أسطورة هندية عن مولد بوذا، قبل ميلاد المسيح بنحو557 سنة، وهي موجودة في الكتاب الهندي (ندانه كتها جاكتكم فصل 1 ص 50)

 * خلقة المسيح للطيور:
ـ (سورة آل عمران 3: 41ـ43) ".. إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير، فأنفخ فيه، فيكون طيرا بإذذن الله"

~ الواقع أن هذه القصة قد ذكرت في الكتاب الشعبي (طفولة المسيح فصل 36)

* إنزال مائدة من السماء:
ـ (سورة المائدة 5: 112ـ 115) "إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء؟ قال: اتقوا الله إن كنتم مؤمنين. قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا... قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا .. قال الله إني منزلها عليكم"

~ الواقع أن الكتاب المقدس لم يذكر ذلك، وإنما أخذت القصة من الكتب الشعبية.

* أهل الكهف:
ـ (سورة الكهف) ".. سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ... ولا تستفت فيهم منهم أحدا"

~ هذه القصة وردت في سير القديسين والشهداء المعروف لدى المسيحيين بإسم "السنكسار"  تحت يوم 20 من شهر مسرى. وإليك نص القصة الحقيقية:
"في مثل هذا اليوم من سنة 252م استشهد الفتيان السبعة القديسين الذين من أفسس: (وهم: مكسيموس، مالخوس، مرتينيانوس، ديوناسيوس، يوحنا، سرابيون، قسطنطين). ولما اثار الملك عبادة الأوثان، وشي بهم لديه. فالتجأوا إلى كهف خوفا من أن يضعفوا فينكروا السيد المسيح. فعلم الملك بذلك، وأمر بسد باب الكهف عليهم. وكان واحد من الجند مؤمنا بالسيد المسيح، فنقش سيرتهم على لوح من نحاس، وتركه داخل الكهف. وهكذا اسلم القديسون أرواحهم الطاهرة. وأراد الله أن يكرمهم كعبيده الأمناء، فأعلن عن مكانهم إلى أسقف تلك المدينة. فذهب وفتح باب الكهف فوجد أجسادهم سليمة. وعرف من اللوح النحاس أنه مضى عليهم نحو مئتي سنة. كما عرفوا من قطع النقود التي وجدوها معهم أنهم كانوا في أيام داكيوس الإمبراطور.

كيف وصلت هذه القصص إلى الجزيرة العربية، وكيف عرفها محمد؟

 معروف أن النصارى كانوا منتشرين في الجزيرة العربية.

~ في السيرة النبوية لابن هشام: (مجلد 1 ص 44-217) يذكر:

ـ اعتناق تبّان ملك اليمن النصرانية، ودعوته قومه إلى النصرانية.

ـ النصرانية بنجران شمال اليمن وجنوب الحجاز.

ـ فيميون وصالح ينشران النصرانية بنجران.

ـ ابن الثامر ودعوته إلى النصرانية بنجران.

ـ تنصر ورقة ابن نوفل في مكة.

ـ تنصر ابن الحويرث وآخرون.

~ ويذكر قبائل اليهود بالجزيرة العربية (مجلد 1ص462ـ 464) وهم:

ـ بنو النضير 
ـ بنو ثعلبة  
ـ بنو قنقاع 
ـ بنو قريظة
ـ بنو زريق 
ـ بنو حارثة
       ـ بنو عمر
ـ بنو النجار

~ وقد حمل هؤلاء وأولائك هذه القصص الشعبية معهم.

المصدر الرابع: الشعر الجاهلي

إن كان هذا تشابه مع الكتابين السماويين فما رأيك في تشابه الآيات القرآنية مع الشعر الجاهلي ؟ وهذا مثال:

1) قصيدة امرؤ القيس: (عاش قبل محمد بـ30 عاما)

دنت الساعةُ وانشقَّ القمر // عن غزال صاد قلبي ونفر    
أحورٌ قد حِرْت في أوصافه // ناعسُ الطرْفِ بعينه حور  
مرَّ يومَ العيدِ بي في زينة // فرماني فتعاطى فَعَقر 
بسهامٍ من  لحاظٍ  فاتك // فرَّ عني كهشيم  المُحْتَظِر  
وإذا ما غاب عني ساعةً // كانت الساعة أدهى وأمر
كُتب الحُسـنُ على وجنته // بسحيقِ المِسْك سطرا مُختصر
عادة الأقمارِ تسرى في الدجى // فرأيت الليلَ يسري بالقمر  
بالضحى والليلِ من طرَّته // فرَّقه ذا النور كم شيء زهر 
قلت إذ شق العِذارُ خـدَّه // دنت الساعة وانشـق القمر  

(دنت الساعةُ وانشقَّ القمر) جاءت في سورة القمر 54:1
(فتعاطى فَعَقر) جاءت في سورة القمر 54: 29
(كهشيم المُحْتَظِر) جاءت في سورة القمر 54: 31
(بالضحى والليل) جاءت في سورة الضحى 93: 1و2

ـ هناك قصيدة أخرى لامرؤ القيس أيضا تقول:

أقبل والعشاق من خلفه // كأنهم من كل حَدَبٍ يَنْسِلون
وجاء يومُ العيد في زينته // لمثل ذا فليعملْ العاملون

(كل حَدَبٍ يَنْسِلون) جاءت في سورة الأنبياء 21: 96
(لمثل ذا فليعمل العاملون) جاءت في سورة الصافات 37: 61

2) هناك الكثير مما أخذ عن شعراء الجاهلية ومنهم الشاعر أمية بن أبي الصلت، وكان محمد يحب شعره جدا، فقد جاء في صحيح مسلم كتاب الشعر، ثلاثة أحاديث (6022و6023و6024) "عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال ردِفْتُ [تبعته] رسول الله يوما فقال: "هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيئا؟" قلت نعم، قال: [هيه] فأنشدته بيتا، فقال "هيه" ثم أنشدته بيتا، فقال [هيه] حتى أنشدته مائة بيت". وقد اقتبس محمد الكثير من شعر أمية وإليك على سبيل المثال:

1ـ السماوات بغير عمد: ديوان شعراء النصرانية (ج1 ص 226)

إله العالمين وكلِّ أرض // ورب الراسيات من الجبال
بناها وابتنى سبعا شدادا ً// بلا عَمَدٍ يرين ولا رجالِ
وسواها وزينها بنور // من الشمس المضيئةِ والهلال
ومن شهُبٍ تلألأ في دجاها // مراميها أشد من النصال

ـ (سورة لقمان31: 10) " خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ"

2ـ الحضرة العُلْوِيَّة: (كتاب شعراء النصرانية ص 227)

لك الحمدُ والنعماءُ والملكُ ربَّنا // فلا شيئَ أعلى منك مجداً وأمجدُ
مليك على عرش السماء مهيمن // لعزته تعنو الوجوه وتسجد
عليه حجاب النورِ والنورُ حولَه // وأنهار نورٍ حوله تتوقد
فلا بصرٌ يسمو إليه بطرْفه // ودون حجاب النور خَلْقٌ مؤَّيَّد
ملائكة أقدامهم تحت عرشه // بكفَّيْهِ لولا اللهُ كلُّوا وأبْلَدوا
فسبحان من لا يعرف الخلق قدره // ومن هو فوق العرش فردٌ موحد
هو الله باري الخلق والخلقٌ كلٌّهم // إماء له طوعا جميعا واعبدوا
ونفنى ولا يبقى سوى الواحدِ الذي // يميت ويحيي دائبا ليس يَهْمُد
ومن خوف ربي سبح الرعد فوقنا // وسبحه الأشجار والوحش أُبَّدُ
فكن خائفا للموت والبعثِ بعده // ولا تك ممن غره اليوم أو غد

انظر الآيات القرآنية: (الأعراف7: 54، الزمر39: 75، الحشر59: 23، الشورى42: 51، الأنعام6: 103، آل عمران3: 156)

3) ومن شعر ورقة بن نوفل: عن زيد ابن عمر (من الحنفاء): (شعراء النصرانية ج3 ص616)

رَشِدْتَ وأنعَمْتَ ابن عمرٍ وإنما // تجنبت تَنُّورا من الله حاميا
بدينِك رباً ليس ربٌّ  كمثلِه // وتركِك أوثان الطواغي كما هيا
فأصبحت في دار كريمٍ مُقامُها // تعَلَلُ فيها بالكرامة لاهيا
تلاقي خليل الله فيها ولم تكن // من الناس جبارا إلى النار هاويا

أنظر (سورة الشورى 11، سورة النساء 25)

4) ومن شعر عبيد بن الأبرص: (شعراء النصرانية ج3 ص607)

من يسأل الناس يحرموه // وسائل الله لا يخيبُ
والله ليس له شريك // علاَّم ما أخفت القلوبُ

انظر: (سورة الأنعام 136، سورة التوبة 78)

~ ربما كان هذا مجرد تشابه تعبيرات. قد يكون. أفلا يسمى هذا أيضا في الشعر بالسرقات الشعرية أو الأدبية ؟ مجرد تساؤل. ولي حرية التفكير والتساؤل، حتى نحظى بإجابات مقنعة.

المصدر الخامس: ما أُخذ عن الحنيفية

من هم الحنفاء؟ يقول المؤرخون المسلمون أن الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام. (واتبعو ملة ابراهيم حنيفا) ولكن أريد أن أوضح ما أَخذه القرآن من مبادئها.
- بداية لابد أن نعلم أن ورقة بن نوفل قبل أن يصبح قسا نصرانيا على مكة كان حنيفيا. وكان معه مجموعة من الرجال من بينهم رجل يدعى زيد بن عمرو وهذا اعتزل فوق جبل حراء، وكان محمد يقضي شهرا معه كل عام متحنفا مما أثر في أفكاره وتوجهاته على مدى 20 سنة. (وبالمناسبة، الحنفية ليست المذهب الحنفي الذي هو بعد الإسلام.. ومالكي وشافعي)

تتلخص مبادئ وتعاليم الحنيفية في قصيدة زيد بن عمرو (سيرة ابن هشام ج1 ص 219) هذه التي يقوله فيها:

أربَّاً واحدا أم ألفَ ربٍ // أدين إذا تُقُسِّمَتِ الأمور
عزلتُ اللات والعزى جميعا // كذلك يفعل الجَلِدُ الصبور
فلا العزى أدين ولا ابنتيها // ولا صنميْ  بني عمرٍ أزور
ولا هُبَلا أدين وكان ربا // لنا في الدهر إذ حِلمي يسير
ولكنْ أعبد الرحمنَ ربي // ليغفر ذنبيَ الربُّ الغفور
فتقوى اللهِ ربِّكمُ احفظوها // متى ما تحفظوها لا تبوروا
ترى الأبرارَ دارُهم  جِنان // وللكفار حاميةً سعير
وخزي في الحياة، وإن يموتوا // يلاقوا ما تضيق به الصدور

 ~ فمن هذه القصيدة نرى عقيدة الحنيفية وهي نفس ما قاله محمد في القرآن:
ـ رفض عبادة الأوثان.
ـ الوعيد بالعذاب في سعير جهنم.
ـ الإقرار بوحدانية الله.
ـ أسماء الله: الرحمن، الرب، الغفور.
ـ الوعد بالجنة.
ـ المناداة بدين إبراهيم.

فما الجديد الذي جاء به الإسلام في قضية التوحيد؟

المصدر السادس: أُخذ عن الصابئة

من هم الصابئة أو الصابئون؟ لقد ذكرهم القرآن في أكثر من سورة: البقرة، والحج، و(سورة المائدة 5: 69) "إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم.. "
ـ يقول أبو الفداء في كتابه "التواريخ القديمة من المختصر في أخبار البشر": أن ملة الصابئين، أخذوا دينهم عن شيث وإدريس، ولهم كتاب يعزونه إلى شيث يذكر فيه محاسن الأخلاق، مثل الصدق والشجاعة والتعصب للغريب، وما أشبه ذلك. ويذكر الرذائل ويأمر باجتنابها.

ـ وللصابئين عبادات ذكرها أيضا محمود شكري الألوسي البغدادي في كتابه (بلوغ الإرب في أحوال العرب) ومنها:

1ـ خمسٌ صلوات توافق صلوات المسلمين من حيث الوقت. وقيل سبع.

2ـ ولهم الصلاة على الميت بلا ركوع ولا سجود.

3ـ ويصومون ثلاثين يوماً، وإن نقص الشهر الهلالي صاموا تسعة وعشرين يوماً.

4ـ وكانوا يراعون في صومهم الفطر والهلال. ويصومون من ربع الليل الأخير إلى غروب قرص الشمس.

5ـ ولهم أعياد عند نزول الكواكب الخمسة المتحيرة بيوت أشرافها. والخمسة المتحيرة هي زحل والمشترى والمريخ والزهرة وعطارد.

6ـ ويعظمون بيت مكة.

~ فيتضح من هذا أن الإسلام قد أخذ عن قدماء الصابئين:

1ـ الصيام
2ـ الصلوات الخمس
3ـ الهلال
4ـ تعظيم بيت مكة.

المصدر السابع: ما أُخذ عن الفرس والديانة الزرداشتية

1) قصة الإسراء المعراج: النبأ عن المعراج في ليلة الإسراء ورد في القرآن في (سورة الإسراء 17: 1) " سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا. إنه هو السميع البصير".

مصدرها؟ كتاب الأساطير الفارسية المسمى "أرتاويراف نامك" والمكتوب باللغة البهلوية (أي اللغة الفارسية القديمة) منذ 400 سنة قبل الهجرة، في أيام أردشير بابكان ملك الفرس. تقول الأسطورة أنه لما أخذت ديانة زردشت في بلاد الفرس في الانحطاط، ورغب المجوس في إحيائها في قلوب الناس، انتخبوا شاباً من أهل زرشت اسمه "أرتاويراف" وأرسلوا روحه إلى السماء. ووقع على جسده سُبات. وكان الهدف من سفره إلى السماء أن يطَّلع على كل شيء فيها ويأتيهم بنبأ. فعرج هذا الشاب إلى السماء بقيادة وإرشاد ملاك اسمه "سروش" فجال من طبقة إلى أخرى وترقى بالتدريج إلى أعلى فأعلى. ولما اطلع على كل شيء أمره "أورمزد" الإله الصالح أن يرجع إلى الأرض ويخبر الزردشتية بما شاهد ليقوي إيمانهم.

~ ودُوِّنت هذه الأشياء بحذافيرها في القرآن وكل ما جرى له في أثناء معراجه في كتاب "أرتاويراف نامك" مع تغييرات بسيطة.

ـ  من عبارات كتاب "أرتاويراف نامك" في (فصل 7 فقرة 1-4) قال أرتاويراف: "وقدمت القَدَمَ الأولى حتى ارتقيت إلى طبقة النجوم.. ورأيت أرواح أولئك المقدسين الذين ينبعث منهم النور كما من كوكب ساطع. ويوجد عرش ومقعد باه رفيع زاهر جداً. ثم استفهمت من سروش المقدس ومن الملاك آذر [ملاك النار] عن المكان، عن الأشخاص".

ـ وبعد هذا ورد في فصل 11: "وأخيراً قام رئيس الملائكة "بهمن" من عرشه المرصع بالذهب فأخذني من يدي وأتى بي إلى جوهر زردشت السامي العقل والإدراك. وقال بهمن: هذا أورمزد. ثم أني أردت أن أسلِّم عليه، فقال لي: السلام عليك يا أرتاويراف. مرحباً أنك أتيت من ذلك العالم الفاني إلى هذا المكان الباهي الزاهر. ثم أمر سروش المقدس والملاك آذر قائلاً: احملا أرتاويراف وأرياه العرش وثواب الصالحين وعقاب الظالمين أيضاً. وأخيراً أمسكني سروش المقدس والملاك آذر من يدي وحملاني من مكان إلى آخر، فرأيت رؤساء الملائكة أولئك، ورأيت باقي الملائكة".

ـ ثم ذكر أن أرتاويراف شاهد الجنة وجهنم، وورد في فصل 101: "أخيراً أخذني سروش المقدس والملاك آذر من يدي وأخرجاني من ذلك المحل المظلم المخيف المرجف وحملاني إلى محل البهاء ذلك وإلى أورمزد ورؤساء الملائكة فرغبت في تقديم السلام أمام أورمزد، فأظهر لي التلطف. قال: يا أرتاويراف المقدس العبد الأمين، يا رسول عبدة أورمزد، اذهب إلى العالم المادي وتكلم بالحق للخلائق حسب ما رأيت وعرفت. من يتكلم بالاستقامة والحق أنا أسمعه وأعرفه. تكلم أنت الحكماء. و هكذا وقفت باهتاً لأني رأيت نوراً ولم أرَ جسماً، وسمعت صوتاً وعرفت أن هذا هو أورمزد".

قرأت عن إسراء ومعراج عند الهنود عبدة الأصنام أيضاً: في كتاب يُدعى "إندرلو كاكمتم" (يعني السياحة إلى عالم إندره) قال فيه الهنود إن "إندره" هو إله الجو وذُكر فيه أن شخصاً اسمه "أرجنة" وصل إلى السماء وشاهد قصر إندره السماوي وهو قصر في بستان، وفيه ينابيع أبدية تروي النباتات الخضراء النضرة الزاهية. وفي وسط ذلك البستان السماوي شجرة تسمى "بكشجتي".

~ ويعتقد الزردشتية أيضا بوجود شجرة تُسمى "جوابة" (ومعناها مروية بماء رائق فائق). تأتي المياه من الأنهار إلى الشجرة فتنبت هناك كل النباتات على اختلاف أنواعها

2) الحور العين: فكل مسلم ملمّ بهذه الأمور يعرف ما ورد عنها في القرآن وفي الحديث، فلا داعي لذكرها.

ـ إن مصدر كل هذه التعاليم هو كتب الزرادشتية والهنود. ومن الغريب أن ما ورد فيها يشابه مشابهة غريبة ما ورد في القرآن والحديث.

* جاء عن الحور في (سورة الرحمن 55: 72) "حور مقصورات في الخيام" وفي (سورة الواقعة 56: 23) "وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون"

ـ وهو مأخوذ مما قاله الزرادشتية القدماء عن بعض أرواح غادات تسمى في اللغة البهلوية "هور".
ولم يقتصر ذكر هاته الغاديات السماويات في كتب قدماء الفرس فقط، بل في كتب قدماء الهنود، وقالوا إن الذين يعاشرونهم في السماء هم الذين يظهرون الشجاعة في الحروب ويُقتَلون فيها.

3) موضوع الجن، والميزان: كلمة الجن مشتقة من لغة الفرس القديمة، وقد وردت في كتاب «أفِستا» (وهو كتاب الزردشتية المقدس ودستور ديانتهم) بهذه الصورة والصيغة، وهي "جيني" ومعناها روح شرير، فأخذ العرب الاسم من الزردشتية.

4) الذرات الكائنات: ورد في الأحاديث أنه لما عرج محمد إلى السماء، رأى أنه إذا نظر آدم إلى الأسودة إلتي عن يمينه ضحك، وإذا نظر إلى التي عن يساره ناح وبكى. والأسودة هم أرواح أشخاص لم يولدوا بعد، ويسميهم المسلمون "الذرات الكائنات". وقد اتخذوا الاعتقاد بوجودها من قدماء الزردشتية، لأن الزردشتية كانوا في قديم الزمان يعتقدون بمثل هذا الاعتقاد. 

5) قصة خروج عزازيل من جهنم: اتَّخذ المسلمون قصة خروج عزازيل من جهنم من الزردشتية، ورد في "قصص الأنبياء" (ص 9) "خلق الله عزازيل، فعبد عزازيل الله تعالى ألف سنة في سجن، ثم طلع إلى الأرض فكان يعبد الله تعالى في كل طبقة ألف سنة، إلى أن طلع على الأرض الدنيا". وورد في "عرائس المجالس" (ص 43) أن إبليس يعني عزازيل أقام ثلاثة آلاف سنة عند باب الجنة بالأمل أن يضر آدم وحواء لامتلاء قلبه بالحسد.

ـ وقد وورد في "بوندهشينه" (فصل 1 و2) "أن [أهرمن] يعني إبليس كان ولا يزال في الظلام غير عالم بالأشياء إلا بعد وقوعها، وحريصاً على إيصال الضرر للآخرين وكان في القعر.. في "المنطقة المظلمة". ولم يكن يعرف بوجود أورمزد. وأخيراً طلع من تلك الهاوية وأتى إلى المحل الباهي. ولما شاهد نور أورمزد ذلك اشتغل بالإضرار".

~ توجد مشابهة بين هاتين الروايتين، وهي أن عزازيل و"أهرمن" دخلا الوجود في سجن أو في الهاوية، وصعد كل منهما من هناك، وبذلا جهدهما في الإضرار بخلق الله.

6) نور محمد: ورد في (قصص الأنبياء) أن محمداً قال "أول ما خلق الله نوري" (ص 2 و282) وجاء في (روضة الأحباب) أن محمداً قال: "لما خُلق آدم وضع الله على جبهته ذلك النور، وقال: يا آدم، إن هذا النور وضعتُه على جبهتك هو نور ابنك الأفضل الأشرف، وهو نور رئيس الأنبياء الذي يُبعَث". ثم انتقل ذلك النور من آدم إلى ذريته، حتى وصل إلى عبد الله بن عبد المطلب، ومنه إلى آمنة لما حبلت بمحمد.

ـ مصدر هذه القصة هو في كتب الزردشتية. وقد ورد في كتاب فارسي يُدعى "مينوخرد" أن الخالق خلق هذه الدنيا وجميع خلائقه ورؤساء الملائكة والعقل السماوي من نوره الخصوصي، وتذكر الأسطورة الفارسية أن النور الذي كان في أول رجل خلق على الأرض، ويقصدون بهذا آدم أبو البشر، انتقل من واحد إلى آخر بالتتابع، وهذا يوافق ما ذُكر في الأحاديث بخصوص نور محمد.

7) الصراط المستقيم: قال المسلمون إن محمداً قال إنه بعد دينونة يوم الدين الأخيرة يُؤمر جميع الناس بالمرور على الصراط المستقيم، وهو شيء ممدود على متن جهنم بين الأرض والجنة. وقالوا إن الصراط هو أدق من الشعرة وأحدُّ من السيف، فيقع منه الكفار ويهلكون في النار.

ـ اشتقاق كلمة "صراط" أصلها ليس من اللغة العربية، لأن "صراط" معربة من أصل فارسي، وتعني "الجسر الممدود" أو "القنطرة" التي قال الزردشتية إنها توصِّل الأرض بالجنة.

ـ والعبارة الآتية المأخوذة من كتاب بهلوي يسمى "دينكرت" (جزء 2 فصل 81 في قسمي 5 و6) ونصه: "إني أهرب من الخطايا الكثيرة. أحافظ على نقاوة وطهارة سلوكي وإني أؤدي عبادتك لكي لا أعاقب بعقاب جهنم الصارم، بل أعبر على الصراط، وأصل إلى ذلك المسكن المبارك المملوء من العطريات والمسر والباهر دائماً".

كيف وصلت هذه العقائد الزرادشتية إلى الجزيرة العربية وإلى محمد نفسه فكيف تثقف بكل ذلك وهي باللغة الفارسية؟

ـ جاء في "روضة الأحباب" أن محمداً اعتاد محادثة ومحاورة كل من يقصدونه على اختلاف مللهم ونحلهم، وكان يخاطبهم بألفاظ قليلة من لغتهم. والقصص الكثيرة الواردة في القرآن كانت متواترة بين العرب تواتراً عظيماً حتى قال الكندي عنها: "فإن ذكرتَ قصة عاد وثمود والناقة وأصحاب الفيل ونظائر هذه القصص، قلنا لك: هذه أخبار باردة وخرافات العجائز اللواتي كنَّ يدرسنها ليلهن ونهارهن".

ـ جاء في "السيرة النبوية" لابن هشام وابن إسحق أنه كان من صحابة محمد شخص فارسي اسمه سلمان الفارسي، وهو الذي أشار على محمد وقت حصار المدينة بحفر الخندق فتبع نصيحته. وكان سلمان الفارسي أول من أشار على محمد باستعمال المنجنيق في غزوة ثقيف الطائف. وأكد أعداء محمد في عصره أن سلمان هذا ساعد محمداً على تأليف القرآن، فقد قيل (سورة النحل 16: 103): "ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر. لسان الذين يلحدون إليه أعجمي، وهذا لسان عربي مبين".

~ والرد على قصة أنه أعجمي هو أن سلمان الفارسي كان يجبد العربية ويترجم من الفارسية إلى العربية، وإلا فكيف عرف محمد بموضوع الخندق والمنجنيق ؟

~ وتساؤلي هو ما رأي العلماء المسلمين في هذه الأدلة والبراهين. فلماذا يعتمون على هذه الحقائق ولا ينورون الناس عنها. نرجو أن تفيدونا بالردود المنطقية السليمة، فعقولنا ما عاد يرضيها أسلوب خطبة الجمعة، بل نريد ردودا مقنعة لإنسان القرن الحادي والعشرين.

المصدر الثامن: المصادر الوثنية

أصول الإسلام الوثنية

نحن نتساءل أيضا عما يقال عن أن الإسلام قد استمد الكثير من شعائره من أصول جاهلية وثنية.

ـ قالت (دائرة المعارف البريطانية ج 1 ص 1047): "يرى الباحثون أن الديانة العربية الوثنية هي أصل الديانة الإسلامية."

ـ ويقول الشيخ خليل عبد الكريم في (كتاب: الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية ص8ـ12): "إن العرب ـ في الجاهلية ـ هم مصدر الكثير من الأحكام والقواعد والأنظمة والأعراف والتقاليد التي جاء بها الإسلام أو شرعها حتى يمكننا أن نؤكد، ونحن على ثقة شديدة بأن الإسلام ورث من العرب ـ الجاهليين ـ الشيء الوفير بل البالغ الوفرة في كافة المناحي: التعبدية والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والحقوقية" ويضيف في (كتاب: الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية ص 8): قوله: " "بل إن هناك مجالا يحرص دعاة الإسلام على إغفاله أو التعتيم عليه، وهو المجال الديني أو التعبدي، فالكثير من القراء قد يدهش عندما يعرف أن الإسلام قد أخذ من الجاهلية كثيرا من الشئون الدينية أو التعبدية).
وقد ضمَّن الشيخ خليل عبد الكريم في كتابه (كتاب: الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية) الكثير من هذه الشعائر التعبدية مثل:
1ـ تعظيم الكعبة: (ص 15)
2ـ فريضة الحج والعمرة والمناسك: (ص 16)
3ـ شهر رمضان: (ص 18)
4ـ تحريم الأشهر الحرم: (18)
5ـ تعظيم إبراهيم وإسماعيل (19)
6ـ الإجتماع العام يوم الجمعة: (21)

~ فما رأي علماء وشيوخ الإسلام في ذلك؟

أ) تعظيم الكعبة

ـ  يقول الشيخ خليل عبد الكريم في كتابه (الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية ص 15): "على الرغم من وجود إحدى وعشرين كعبة قبل الإسلام، في جزيرة العرب، فإن القبائل العربية قاطبة أجمعت على تقديس [كعبة مكة] وحرصت أشد الحرص على الحج إليها .. وجاء الإسلام فأبقى على تقديس الكعبة ومكة وأطلق عليهما القرآن العديد من ألقاب التشريف المعروفة"

ـ جاء في (الموسوعة العربية الميسرة ص 1465) "كانت الكعبة معبد قريش الأكبر .. وكانت مقر أصنامه"

ـ جاء في (وثيقة الكشوف الأثرية بالجزيرة العربية على الانترنيت: "كان بالكعبة 360 صنما يعبدها العرب وكان [الله القمر] هو أكبر هذه الأصنام"

ب) مركز الكعبة في القرآن

* جاء في (سورة المائدة 5: 97) "جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ .."

* وجاء في (سورة البقرة 127) "وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"

هل حقا بنى أبونا إبراهيم كعبة مكة؟

الواقع أن هذا لا تقره المراجع الموثقة، وها بعضها:

ـ لم يذكر الكتاب المقدس ولو تلميحا أن إبراهيم ذهب إلى الجزيرة العربية على الإطلاق.

ـ وتقول كتب التاريخ والآثار القديمة لمنطقة الشرق الأدنى والجزيرة العربية ومنها:"WHO BUILT THE KABA (The Muslim's Most Holy Place of Worship)?" للكاتبة W. L. CATY وقد نشر عام 2001م بالولايات المتحدة الأمريكية، والبحث مؤيدٌ بخرائط جغرافية لرحلات أبينا إبراهيم الخليل، خلصت فيه إلى هذه النتيجة: أن إبراهيم لم يذهب إلى الجزيرة العربية قط

ـ وحول هذا الموضوع وهو "بناء إبراهيم للكعبة " جاء في (دائرة المعارف الإسلامية ج1 ص 77) "لم يذكر في السور القرآنية المكية قط أن إبراهيم واضع البيت، ولا أنه أول المسلمين. أما السور القرآنية المدنية فالأمر فيها على غير ذلك، فإبراهيم يدعى حنيفا مسلما، وهو واضع ملة إبراهيم، وأنه رفع مع إسماعيل قواعد بيتها المحرم ـ الكعبةـ (البقرة 127 وما بعدها). وتشرح (دائرة المعرف الإسلامية في نفس الصفحة) سر ذلك الاختلاف بين السور القرآنية المكية والمدنية بقولها: "هذا الاختلاف هو أن محمدا كان قد اعتمد على اليهود في مكة، فما لبثوا أن اتخذوا حياله خطة عداء. فلم يكن له بد من أن يلتمس من غيرهم ناصرا. وهناك هداه ذكاءٌ مسددٌ إلى شأن جديد لأبي العرب ـ إبراهيم ـ وبذلك استطاع أن يتخلص من يهودية عصره، ليصل حبْله بيهودية إبراهيم". وأكملت الموسوعة قائلة: "ولما أخذت مكة تشغل كل تفكير الرسول أصبح إبراهيم أيضا المشيد لبيت هذه المدينة المقدس".

ج) مناسك الحج

* جاء في (سورة آل عمران 3: 97) "ولله على الناس حِجُّ البيت من استطاع له سبيلا"

فالحج ركن من أركان الإسلام. وبالنسبة لمناسك و شعائر الحج كما في الجاهلية، إليك هذه الحقائق:

ـ قال (الدكتور على حسني الخربوطلي في كتابه: الكعبة على مر العصور ص24 [سلسلة اقرأ مارس 1967]) "كان العرب قبل الإسلام يرحلون إلى مكة من كل مكان من الجزيرة العربية في موسم الحج من كل عام لتأدية فريضة الحج.

أصل معنى لفظة "حج": يقول الدكتور جواد علي (في كتابه المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج 5 ص 223): إن كلمة [حج] مأخوذة أصلا من فعل الاحتكاك، فهي في أصلها من [حك]

ـ ويوضح (كتاب الملل والنحل لأبي القاسم الشهرستاني ص 247) العلاقة بين الاحتكاك والحج بقوله: "أنه كان يمارس في الحج طقس عجيب وهو الاحتكاك بالحجر الأسود".

ـ وتوضيحا لمعنى الاحتكاك بالحجر الأسود نورد تعليق الدكتور جواد علي في (كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) القائل: "أنه كان هناك طقس لدى الجاهليين تؤديه النساء في الحَجَر، وهو مس الحجر الأسود بدماء الحيض، [نتيجة احتكاك أعضائهن به وهن عاريات]... وقد كان دم الحيض عند المرأة في اعتقاد الأقدمين هو سر الميلاد، فمن المرأة الدم، ومن الرجل المَنِيُّ، ومن الإله الروح. وكان في الكعبة إله القمر". [ويبدو أنه كان في اعتقاد الجاهليين أن هذا الحجر الأسود كان يمثل عضو إله القمر الذكري، وكن يقمن بهذا الاحتكاك بغية الإخصاب والإنجاب].

~ والتساؤل هو: إذا كان معنى الحج في الجاهلية الوثنية هو هذا الكلام، فما هو معنى الحج في الإسلام؟ ولماذا يقبلون الحجر الأسود؟!

هدف الحج في الجاهلية: جاء في (دائرة المعارف الإسلامية ج 11 ص 3465-3467) عن هدف الحج في الجاهلية أنه "كان يقام في الجاهلية كل عام سوقان في شهر ذي القعدة، أحدهما في عكاظ، والآخر في مِجنَّة، وكان يتلوهما في الأيام الأولى من ذي الحجة سوق ذي المجاز" وتضيف "اقترنت الأسواق العظيمة التي تقام في ختام موسم جني البلح بالحج، وكانت هذه الأسواق أهم شيء عندهم"

ـ ومع موسم جني البلح هذا، كان هناك معنى آخر للموسم يقول عنه (الدكتور سيد القمني في كتاب: الأسطورة في التراث ص 165): "تزيدنا اللغة تأييدا في تعبير (موسم الحج) فإن كلمة [الموسم] تعني زمن الاحتفال [بالوسم] أو احتفالات [الخصب]. و[المومس] هي المرأة الموسومة بالزنا، مع ملاحظة انتشار الموامس في مكة قبل الإسلام".

ـ ويزيد (الدكتور سيد القمني في كتاب: الأسطورة في التراث ص 160) الأمر وضوحا أنه كان في الكعبة أيضا "الإله هُبَل وهو .. إله الخصب، وصاحبته طقوس جنسية تفشت تفشيا عظيما في مختلف تلك المناطق... وهذا يدعم قولنا عن وجود عبادة جنسية في عبادة [المقة] اليمنية"، التي انتقلت إلى الكعبة في مكة.

ـ ويجمل الدكتور القمني في (ص 162 من كتابه الأسطورة في التراث) الموضوع بقوله: "كان ذلك التجمع لممارسة الجنس الجماعي طلبا للغوث والخصب". من أجل هذا كان من طقوس الحج في الكعبة في الجاهلية الطواف بها عرايا: قال (الدكتور جواد على في كتابه المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج 5 ص 224و225): "لو عدنا إلى طقوس الحج الجاهلى فسنجد طقسا عجيبا ومثيرا، وهو أنهم كانوا يطوفون حول البيت الإلهي ذكورا وإناثا عراة تماما"

ويتساءل البعض: "ما الداعي لهذا العري إن لم يكن بغرض يستحق العري؟ ولماذا جعل الإسلام للإحرام زيا لا يستر إلا العورة (كتاب علل الشرائع للصدوق القمي ص 485)

وماذا عن مناسك الحج في الجاهلية؟

يقول (الشيخ خليل عبد الكريم في كتابه: الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية ص 16): كان العرب في الجاهلية يقومون بذات المناسك التي يقوم بها المسلمون حتى يومنا هذا وهي:

التلبية [لَبيك اللهم لبيك]

2ـ الإحرام وارتداء ملابس الإحرام.

3ـ وسَوْقُ الهَدْى.

4ـ والوقوف بعرفات.

5ـ والدفع إلى مزدلِفة.

6ـ والتوجه إلى مِنًى: لرمي الجمرات، ونحر الهدْى.

7ـ والطواف حول الكعبة [أيضا] سبعة أشواط [لم تزد أو تنقص في الإسلام]

8ـ وتقبيل الحجر الأسود [تعظيما له]

9ـ والسعي بين الصفا والمروة

10ـ وكانوا أيضا يسمون اليوم الثامن من ذي الحجة [يوم الترويَة]

12ـ وتبدأ من العاشر أيام مِنًى ورمي الجمار، وكانوا أيضا يسمونها [أيام التشريق]، (التشريق هو التجفيف أي تجفيف اللحم بنشره في الشمس بعد يوم النحر).

2) الحجر الأسود

الحجر الأسود فى الجاهلية

ما هو الحجر الأسود؟: جاء في  موقع الأزهر على الانترنيت:
http://www.alazhr.com/books2/book.jsp?bid=g4b1&id=128 
عن الحجر الأسود ما يلي: "هو حجر بيضي الشكل، لونه أسود ضارب للحمرة، وبه نقط حمراء وتعاريج صفراء. قطره حوالي ثلاثين سنتيمترا، عرضه عشرة سنتيمترات. يقع فى حائط الكعبة فى الركن الجنوبى الشرقى من بناء الكعبة على ارتفاع متر ونصف متر من سطح الأرض، وعنده يبدأ الطواف. للحجر الأسود كساء وأحزمة من فضة تحيط به حماية له من التشقق"

من أين جاء الحجر الأسود؟

جاء في سنن الترمذى - باب الحج - حديث 886 "حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ .. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلعم « نَزَلَ الْحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الْجَنَّةِ وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ .."  (ما الذي جعله أسود؟)

ـ ويذكر (موقع الأزهر على الانترنيت، قسم مفاهيم إسلامية) أن "هناك روايات غير مؤكدة تقول: إن جبريل -عليه السلام- نزل به من السماء، أو أن هذا الحجر مما كَشَف عنه طوفان نوح، ويقولون أن إبراهيم -عليه السلام- وضعه فى هذا المكان علامة لبدء الطواف.

ـ وللبعض تحليل علمي للحجر الأسود وأمثاله من الأحجار المقدسة بالكعبات الأخرى، يقولون: "كانت هذه أحجار بركانية أو نيزكية، يغلب عليها اللون الأسود، نتيجة عوامل الاحتراق.

~ هل هذا الحجر الأسود، هو أحد النيازك الحجرية، أم أن له مصدر ديني؟

هل كان الحجر الأسود مقدسا في الجاهلية ؟

ـ نعم كان الحجر الأسود مقدسا في الجاهلية لدرجة أن الكعبة استمدت تقديسَها منه، كما يذكر كتاب (في طريق الميثيولوجيا عند العرب لمؤلفه محمود سليم الحوت ص59) قائلا: "كانت الكعبة المكية إطارا لحجر أسود، كما كانت باقي الكعبات تتسم بذات السمة، فهي أُطر لأحجار سود، وسميت هذه الكعبات بيوت الله لأن كل بيت منها فيه حَجَرٌ من بيت الإله الذي في السماء. (حسب اعتقادهم)

ـ وأضاف أحد الباحثين قائلا: "هذا التقديس ناتج عن غرابة شكل الحجر، لكونه قادما من عالم غيبي مجهول، كمقذوف ناري .. كذلك الحجر النيزكي ربما كان أكثر جلالا لكونه كان يصل الأرض وسط مظاهرة احتفالية سماوية، تخلب لب البدوي المبهور، فهو يهبط بسرعة فائقة محتكا بغلاف الأرض الغازي، فيشتعل مضيئا، ومخلفا وراءه ذيلا هائلا .. فحسبوه ساقطا من عرش الآلهة في السماء .. فأحاطوه بالتكريم والتبجيل.

ـ وهذا عين ما أكدته (الموسوعة العربية الميسرة ص 1097): بقولها: الشهاب هو قطعة صغيرة صلبة من المادة الكونية تدخل الغلاف الجوي للأرض بسرعة كبيرة، فتحترق بسبب الاحتكاك الشديد، وتبدو خطا لامعا يومض لحظة، ويبقى أثره بضع ثوان .. وتصل منها أجزاء إلى الأرض وتسمى نيازك". (ولهذا كان تقديس البدو لهذا الحجر المعجزة!!!)

~ هذا هو السر في تقديس البدو الجاهلين الوثنيين لهذا الحجر

ماذا كانت طقوس تقديس الحجر الأسود في الجاهلية؟

 ـ جاء في (دائرة المعارف الإسلامية ج 22 ص 6960) توضيح لطقس من طقوس تقديس الكعبة والحجر الأسود وهو الطواف أو الدوران حولهما، فتقول: "الطواف في الشعائر الدينية هو الدوران حول شيء مقدس مثل حجر أو نحو ذلك... وهو يرجع إلى عصور قديمة جدا، وكان له شأن عظيم في الشعائر الدينية عند العرب القدماء. وفي مكة كان يطاف حول الكعبة التي فيها الحجر الأسود الذي كان مقدسا منذ قديم الزمان" (أي قبل الإسلام) وقد أخد محمد بهذه العادة القديمة لما وضع شرائع دينه وجعل الكعبة مركز هذه الشعائر.

ـ ويجدر بنا أن نلقى الضوء أيضا على طقوس أخرى غريبة كانت تمارس في الجاهلية كأسلوب تقديس لهذا الحجر الأسود. فقد جاء في كتاب (في طريق الميثولوجيا عند العرب للكاتب محمود الحوت ص 123) "أن من طقوس الحج الجاهلي طقس عجيب ومثير، وهو أنهم كانوا يطوفون حول البيت الإلهي ذكورا وإناثا عراة تماما"
ـ ويعلق على ذلك أحد العلماء في (كتاب الأساطير في القرآن ص 16 و17) قائلا: "ما الداعي لهذا العري إن لم يكن بغرض يستحق العري؟" ويؤكد ما وصل إليه بقوله: "وهذه حقيقة أخرى نضيفها لرصيد احتمال وجود عبادة جنسية في البيت الإلهي المكي في عهوده القديمة"

ـ ومن تلك الطقوس ما يثير الاندهاش، ففي (كتاب أبو الأنبياء إبراهيم الخليل. تأليف محمد حسني عبد الحميد نشر دار السعادة القاهرة ص 92) يقول: إن الحجر الأسود كان أبيضَ، لكنه اسود من مس الحيض في الجاهلية"!

ـ وجاء تعلقيا على هذه الرواية الإسلامية في (كتاب الأسطورة في القرآن ص 17و19) "أي أنه كان هناك طقس لدى الجاهليين تؤديه النساء في الحَجَر، وهو مس الحجر الأسود بدماء الحيض، ودماء الحيض بالذات!!! وقد كان دم الحيض عند المرأة في اعتقاد الأقدمين هو سر الميلاد، فمن المرأة الدم، ومن الرجل المَنِيُّ، ومن الإله الروح ... إنهم يماثلون الفعل الأول الذي قام به ... إله القمر عندما جامع الشمس الإلهة [إلات].

ـ وجاء في (كتاب الملل والنحل لأبي القاسم الشهرستاني ص 247) طقس كان يمارس  وهو الاحتكاك بالحجر الأسود.

ـ وقد قلنا في سابقل أن كلمة [حج] مأخوذة أصلا من فعل الاحتكاك، فهي في أصلها من [حك] مع الأخذ في الاعتبار هيئة الحجر الأسود وشكله. (في كتاب الأسطورة في القرآن ص 17و19)

~ إن كان الوثنيون الجهلة قد قدسوه كإله الخصب فلماذا يقدسه محمد؟

هل كان محمد يقدس هذا الحجر الأسود؟

نعم كان محمد يقدس الحجر الأسود
ـ فقد احتفظ بطقس الطواف والدوران حول الكعبة والحجر الأسود كما كان في الجاهلية تماما إذ تقول (دائرة المعارف الإسلامية ج 22 ص 6961) "كان للطواف شأن عظيم في الشعائر الدينية عند العرب القدماء. وفي مكة كان يطاف حول الكعبة التي فيها الحجر الأسود الذي كان مقدسا منذ قديم الزمان، وقد أخذ محمد ً بهذه العادة القديمة لما وضع شعائر دينه، وجعل الكعبة مركز هذه الشعائر ... ونستطيع أن نستنتج من ممارسة المسلمين لهذه الشعيرة ما كانت عليه عادة الوثنيين".

ـ كان محمد يقبل الحجر علامة على تقديسه له: (سنن البيهقى - كتاب الحج - حديث 9503): "َأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ ... عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا اسْتَلَمَ الرُّكْنَ [الحجر الأسود] قَبَّلَهُ وَوَضَعَ خَدَّهُ الأَيْمَنَ عَلَيْهِ"

ـ وكان الرسول يدور حول الحجر سبع لفات ثلاثَ منها قافزا كالظباء، وأربع لفات ماشيا في احترام للحجر المقدس!!! (مسند أحمد  - مسند عبد الله بن العباس ـ حديث 2835) أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ  حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَقَعَدَتْ قُرَيْشٌ نَحْوَ الْحِجْرِ فَاضْطَبَعَ بِرِدَائِهِ. فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ ثُمَّ مَشَى إِلَى الرُّكْنِ الأَسْوَدِ فَقَالَتْ قُرَيْشٌ مَا يَرْضَونَ بِالْمَشْىِ إِنَّهُمْ لَيَنْقُزُونَ نَقْزَ الظِّبَاءِ. فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلاَثَةَ أَطْوَافٍ فَكَانَتْ سُنَّةً.

ماذا كان موقف الخليفة عمر بن الخطاب من الحجر الأسود؟

ـ يذكر صحيح البخاري أن عمر بن الخطاب اعترض على تقبيل محمد للحجر: (صحيح البخاري باب الحج 50 حديث رقم 1597) "عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله فقال: "والله إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أنى رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك".

ـ واعترض أيضا عمر على قفز محمد حول الحجر على أساس أنه ليس من العقيدة ولكنهم فعلوا ذلك رياء ليرضوا المشركين!!!: (صحيح البخاري باب الحج 57 حديث 1605) "أخبرنا زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال للركن [الحجر الأسود]: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي استلمك، ما استلمتك.. ثم قال: ما لنا وللقفز إنما كنا راءين به المشركين، وقد أهلكهم الله، ثم قال: شيء صنعه النبي فلا نحب أن نتركه"

~ ألا يستحق هذا الكلام التفكير العميق بعقلية القرن الحادي والعشرين؟

~ إنني لا أستطيع أن أبدي آراءً في المواضيع الإسلامية، ولكني أطرح تساؤلات. وتساؤلاتي هي:

ـ لماذا يقدس محمد الحجر الأسود؟ هل يوجد سبب مقدس واحد على ذلك؟

ـ وإن كان محمد قد أكرم الحجر رياء ليربح المشركين بحسب قول عمر بن الخطاب، فهل هذا الأمر يليق بنبي أن يشارك المشركين في إكرام وعبادة أصنامهم؟؟!!

ـ وماذا نقول بعد قول عمر ابن الخطاب: (والله إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع)؟!

ـ يقول محمد في أحد أحاديثه أن الحجر الأسود هبط من السماء. والقرآن يقول أن الحجارة التي هبطت من السماء كانت للعقاب (الأنفال 8: 32) و(هود11: 82) و (الحجر15: 74) و(الذاريات51: 33) و(الفيل105: 1ـ 4) "ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل، ألم يجعل كيدهم في تضليل، وأرسل عليهم طيرا أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل"  فما هذا التناقض؟!

3) علاقة الهلال القمري بالإسلام

هذا موضوع خطير للغاية. نلاحظ دائما على قمم الجوامع هلالا قمريا فما تفسير لذلك؟

وإني أتذكر أنه قد سئل فضيلة الشيخ الدكتور القرضاوي في إحدى حلقاته بقناة الجزيرة عن علاقة الهلال القمري بالإسلام فنفى وجود أية علاقة بينهما.
وحقيقة لست أدري إن كان قد قال ذلك لعدم معرفته أم ماذا؟ رغم إني أستبعد جهل عالم مثله. لهذا فإني أنتهز الفرصة لأوضح هذه العلاقة من خلال ما ورد في:

أولا: القرآن والأحاديث النبوية:
ـ عدد الآيات التي ذكر فيها الهلال والقمر هي 50 آية.

ـ عدد الأحاديث النبوية (ذكر فيها القمر والهلال) 2027 حديث

فيكون المجموع الكلي هو: 2913 (قول: آية وحديث) (أي حوال ثلاثة آلاف قول)

* ونستطيع أن نعطي مثالا لذلك وهو قسم الله بالقمر:
ـ (سورة المدثِّر 74: 32) "والقمرِ، والليل إذا أدبر "
ـ (سورة الشمس 91: 1و2) " وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ"

ثانيا: من (دائرة المعارف الإسلامية ج 32 صفحة 10055):

ولقد استهلَّت دائرة المعارف هذا الموضوع بقولها: "للهلال أهميةٌ في الشريعة الإسلامية" وقد أعطت 55 دليلاً دامغاً على ذلك أكتفي منها بما يلي:

ـ لأنه بالهلال يتحدد التاريخ الهجري الإسلامي بالسنة القمرية.

ـ وبالهلال تتحدد مواعيد الحج.

ـ وبالهلال يتحدد الصوم.

ـ ويشير القرآن للهلال في (آية 189 من سورة البقرة) بقوله:
"يسألونك عن الأهلة، قل هي مواقيت للناس والحج"

ـ وفي (الآية 184 من سورة البقرة) يشير القرآن للصوم، وقد روى مالك في الموطَأ كتاب الصيام "لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه .."

_ ومن الاستخدامات المبكرة للهلال في التزيين: استخدامه في بلاط مسجد قبة الصخرة في القدس عام 72 هـ / 691م.

_ كما استخدم الهلال كحليات للآدميين، على هيئة أقراط أو دلايات ذهبية أو فضية مذهبة .. كما نجد في آثار مصر والأندلس.

ـ كما يظهر الهلال في عملات صلاح الدين الأيوبي والجزيرة في الفترة من 585 إلى 657 هـ / 1189 ـ 1258م.

ـ وقد وجد الهلال أيضا على الفخاريات والعملات، في ذات العصر عصر المماليك.

ـ ووجد أيضا الهلال كشعار (للحكام المسلمين): الظاهر سيف الدين برقوق، وشعار ناصر الدين أبو السعادات.

ـ ويتضح استخدام الهلال بالدين، إذ تم استبدال صليب كنيسة آني [بآسيا الصغرى] في القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي بهلال عند تحويلها لمسجد ليشكل قيمة رمزية أو يكون كشعار.

ـ كما شاع استخدام الهلال على قمم القباب والمآذن في المساجد.

ـ واستخدم الهلال في راية السلطان سليم الأول والسلاطين من بعده.

ـ كما كان الهلال يرسم أحيانا بنجوم أو بأسماء الرسول أو الخلفاء الأربعة، أو برسوم لسيوف وغير ذلك من أسلحة ذات مغزى ديني، أو بشعارات إسلامية كالشهادة.

ـ وقد دخل الهلال كرمز رسمي [في الدولة العثمانية] حين قرر السلطان سليم الثالث في القرن التاسع عشر الميلادي تكوين جيش نظامي على غرار الجيوش الأوربية، وجعل العلم الامبراطوري على شكل هلال مع نجمة على أرضية حمراء.

ـ وأما الدولة الثانية التي أدخلت الهلال في علمها فهي تونس، مصر، باكسان، ليبيا، الملايو، ماليزيا، موريتانيا، الجزائر ... إلخ.

ـ وقد اُتخذ الهلال تمييزا لمقابر المسلمين في الولايات المتحدة، والصليب لمقابر المسيحيين، ونجمة داود لمقابر اليهود.

من هذا يتضح بكل جلاء:
ـ أن للهلال القمري أهميةٌ في الشريعة الإسلامية.
ـ واتضح أيضا أن المسلمين اتخذوا الهلال شعاراً ليكون في مقابل شعار الصليب عند المسيحيين، ونجمة داود عند اليهود.

~ والمعروف أن المسيحيين اتخذوا الصليب شعارا لأنه رمز للفداء والضحية والكفارة عن خطايا البشر جميعهم. واتخذ اليهود شعار نجمة داود الملك الذي من نسله يأتي المسيح الذي ينتظرونه.
ـ ولكن لماذا اتخذ محمد الهلال شعارا لدينه؟

الواقع أن هناك سرا وراء ذلك

كان القمر إلها يعبد في الجزيرة العربية:

ـ  فقد جاء في (دائرة المعارف البريطانية ج 1 ص 1057 و1058) "كان العرب في جنوب الجزيرة العربية يعبدون ثالوثا هو: (الإله القمر، والإلهة الشمس، وأشتار الإبن) وكان الإله الأكبر في هذا الثالوث هو الإله القمر. وكان الناس في كل الأنحاء يعتبرون أنفسهم ذريته".

ـ وهذا هو عين ما أكده د. سيد محمود القمني في كتابه (الأسطورة في القرآن ص 4-11) يقول: "كان أحد أسماء إله القمر عند العرب السبأيين هو "إل مقة" التي تترجم إلى اللغة العربية "الله رب البيت الحرام الموجود في مكة". ويذكر القمني في كتابه (إله القمر ص 11) "كان (إل) إله القمر مذكر، وكانت زوجته (إللات) وهي الشمس، وكان لهما ابن هو (عشتار، أو الزهرة) الذي كان ملازما للشمس في شروقها وغروبها، وهو المشار إليه في القرآن (بالنجم الثاقب) في [سورة الطارق 86 : 3] "وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ" وكانت هناك أيضا (اللات، والعزى ومناة) وقد ذكرت في القرآن، وهن ثلاث آلهات عبدوهن على أنهن بنات الاله القمر.

هل هناك دليل أو برهان على أن القمر كان يدعى اللاه؟

بالتأكيد فقد أكدت حفريات الآثار ذلك، ونتائج هذه الحفريات موجود على الإنترنيت موقع:

 The Archeology of the Middle East
http://www.biblebelievers.org.au/moongod.htm

 وهذه النتائج تقول:

ـ اكتشف الأثريون العديد من المعابد التي كانت مخصصة لله القمر في أماكن عديدة في الشرق الأوسط، من جبال تركيا إلى شواطئ نهر النيل.

ـ ولقد أطلق عليه الأشوريون والبابليون والكلدانيون إسم [الإله سين]

ـ أثبت العالمان الأثريان Sjoberg and Hall أن السومريين ( حضارة جنوب العراق) القدماء قد عبدوا اللاه القمر، وأن عبادته قد عمت كل ميزوبوتاميا القديمة (بلاد ما بين النهرين جنوب العراق).

ـ وقد وجد رمز الهلال القمري على أختام السجون، وعلى شواهد المقابر، والأواني الفخارية، والأحجبة، والألواح، والاسطوانات والموازين، والأقراط، وقلائد الأعناق، والجدران .. إلخ.

5ـ حتى الخبز كان يصنع على هيئة الهلال القمري كتقدمة لإله القمر.

6ـ في الخمسينات من القرن الماضي اكتشف معبد كبير لإله القمر في حازر بفلسطين، ووجد فيه تمثالين لإله القمر. كل تمثال عبارة عن رجل جالس على عرش وحفر على صدره هلال قمري.

 

هذه الكشوف الأثرية تمت في العراق وفلسطين، ولكن هل وجدت اكتشافات في الجزيرة العربية؟

ـ منذ القرن 19 قام علماء آثار كثيرون بحفريات في سبأ ومينان وقطابان ووجدوا مخطوطات كثيرة قاموا بترجمتها.

ـ في الخمسينات من القرن الماضي  قام عدة علماء أثريون منهم:  Phillips, W.F Albright, Richard Bower Wendell
بحفريات في: قتبان، تمنة، ومأرب (عاصمة سبأ قديما) واكتشفوا آلاف من الحفريات: حوائط، وصخور في شمال الجزيرة. وقد وجدوا الكثير من الأواني التي استخدمت في عبادة [بنات اللاه وهن: اللات، والعزى، ومنات، وقد وُجدن محفورات بصورهن بجوار والدهن الصنم المدعو اللاه، إله القمر، وقد وضع هلال القمر فوقهم.

ـ الدراسة الأثرية لمنطقة الجزيرة العربية أثبتت أن الإله الأكبر الذي كانت عبادته سائدة في كل الجزيرة العربية في ذلك الوقت كان: إلإله القمر المدعو: الاّه. وقد ثبت بالأدلة القاطعة أن عبادة الإله القمر كانت منتشرة في زمان نبي الإسلام محمد.

ـ كما أشار عالم الآثار كوون (Coon) قائلا: "المعبود القمر كان يدعى الإله (al-ilah)  وقد اختصرت إلى كلمة (الله Allah) قبل الإسلام".

ـ وقال الأستاذ  Prof. Coon "هكذا كان توجيه محمد بالنسبة لنفوذ إله (I-lah) أصبح الإله (Al-I- lah) أي الله الكائن العظيم".

~  ولهذا لم يحتاج محمد أن يعرِّف الله على اعتبار أنه معروف للوثنيين. والواقع أن الوثنيين لم يشتكوا قط من أن محمد كان ينادي بإله مختلف عن إلههم الذين يعبدونه. فقد نشأ محمد في وسط عبادة إله القمر، وكان الجميع يعتقدون أن إله القمر أعظم الآلهة، وكانت دعوته للوثنيين: أنكم تؤمنون بالله ولكنكم تؤمنون بزوجته وبناته، وهذا هو الخطأ فاعبدوه وحده وليس غيره.

ـ الكندي: من أكبر المحاورين ضد الإسلام وضح أن إله الإسلام الله لم يأت من الكتاب المقدس، ولكن من آلهة سبأ الوثنية إله القمر الذي كان يدعى [اللاه].

ـ قال الباحث في الإسلاميات قيصر فرح (Ceasar Farahat ) "كان العرب يعبدون إله القمر كإله عظيم. وحيث أنهم يقولون أن الله أكبر، فهم لا زالوا يحملون فكرة آلهة أخرى وإلههم أكبرهم.

~  ولكن سؤالي هنا، الذي يحتاج إلى إجابة من الفهماء والفطناء والأزكياء هو: لماذا أختير الهلال رمزا للإسلام؟ّ

ـ لا يوجد تعليل آخر سوى أنه كان رمزَ الإله القمر، معبود العرب قبل الإسلام كما سبق أن وضحنا. فقبل رمزهم وهو إله القمر، ومناسكهم والكعبة ليرضيهم ويربحهم بعد أن فشل في ربح اليهود والنصارى. والله أعلم.

~  ألم يتنازل محمد عن الكثير في صلح الحديبية مع القرشيين (عام 6 هـ/ 628م)؟ حتى أن أتباعه قد غضبوا عند سماعهم الشروط التي قبلها (دائرة المعارف الإسلامية ج 29 ص 9146) مثلما تنازل عن إلغاء عبارة "بسم الله الرحمن الرحيم" من الصلح واستبدالها بشعار القرشيين الوثني الذي تبناه محمد وهو "اللهم لا شريك لك"؟

~ إن كان لدى علماء المسلمين الأفاضل رأيا آخر فليتفضلوا ويثبتوا عكس ذلك بالبراهين والأدلة التاريخية والعلمية المنطقية.

~ لماذا يصنعون تمثالا للهلال، ألم يحطم ابراهيم التماثيل قديما (سورة الأنبياء 21: 52) "إذ قال [إبراهيم] لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون" ؟؟؟

~  ولماذا يوضع تمثال الهلال على قمة المآذن، ألا يعتبر ذلك عبادة للأوثان وامتدادا لعبادة الله القمر في الجاهلية؟؟

رسالة هادفة:

ـ ألا ليت كل مسلم مستنير يفحص جذور الإسلام، ليعرف أصوله من خلال منهج النقد العلمي الحديث. فأنا أستغرب عندما أسأل مسلما عن معلومة ما ويجيب: لا أعلم!
إذا كنت لا تعلم شيئا عن الدين الذي تتبعه، فعلى أي أساس تبني إيمانك؟

ـ وما عليه إلا أن يرفع قلبه إلى الله ويطلب نور النعمة ويطلب خلاص نفسه

ـ وأؤكد لكل فرد أيها الأحباء أن المسيح المحب الذي بذل نفسه لأجل خلاص كل فرد مستعد أن يقبل طلبتك، ويزور قلبك بمحبته النافذة إلى الأعماق.

ـ ليتك الآن تدعو من قلبك قائلا: يارب أنر قلبي، واشرق بنور معرفتك في ذهني لأعرف محبتك. ارحمني أنا الخاطي. وامتلك قلبي الآن. اشرق بنورك في قلبي. وأشكرك لأنك سامع الصلاة وتستجيب للدعاء آمين.

هناك 5 تعليقات:

  1. اخي كاتب المقال المحترم كل ما ذكرته يدعم ويثبت ان محمد ص انه رجل رباني مرسل لان الاديان كلها من من مصدر واحده ومشكاة واحدة وتشابهها يعضدها ولا يفعفها لان الحقيقة واحدة وليس لها اكثر وان الاديان السماوية بتعدها لان اللاحق يكمل السابق فلا تجزءه وفصل بين الاديان وهذا واضح مما جاء به الدين الاسلامي انه اعتتر ف بكل الانبياء والرسل والاديان السماوية ولو كان محمد مؤلف القران بهواه فكيف يثبت في حقائق تدينه مثل كلمة اساطير الاولين اما بالنسبة لمشابهة القران للتراث الشعبي والششعر فيجب اوولا اثبات وجودة والتحيق في نسبته وتحديد زمنه ثم الاستدلال به وللحديث بقية

    ردحذف
  2. إنجيل برنابا - الباب 22 : " وسيبقى هذا إلى أن يأتي محمد رسول الله الذي متى جاء كشف هذا الخداع للذين يؤمنون بشريعة الله " ،
    جاء في سفر أشعيا : إني جعلت اسمك محمدا يا محمد ، يا قدوس الرب : اسمك موجود من الأبد ،
    وجاء في سفر أشعيا أيضاً : " وما أعطيته لا أعطيه لغيره ، أحمد يحمد الله حمدا حديثا يأتي من أفضل الأرض ، فتفرح به البرية ، ويوحدون على كل شرف ، ويعظمونه على كل رابية ".

    لا يوجد ما يمنع من اتباع محمد طالما هو يدعو لنفس دعوة المسيح عليهم السلام أجمعين.

    المعطيات الخاطئة تقود لنتائج خاطئة.
    فلا امروء القيس قال دنت الساعة وانشق القمر، ولا وردت الإسراء قبل 400 سنة من الميلاد.

    ليتك بحثت عن الشبهات التي أوردتها قبل أن تذكرها هنا بالجملة.

    في القرن الحادي والعشرين عندما أكتشف أن بداية المقال الطويل مبنية على قتباسات خاطئة، فسأستنتج أن كل المقال على نفس الشاكلة. معلوماتك أخي في مجملها مغلوطة، والمصادر التي أوردت منها هذه الاقتباسات لو بحثت عن أسسها لوجدتها كتبت بعد الإسلام،
    ولو كان القرآن مسروقاً بلفظه أو معناه لما قالوا: ساحر مجنون.

    فقد اجتمع في كفار قريش أقوى عاملين للتشكيك في القرآن الكريم، العامل الأول: كونهم أهل اللغة العربية، وفيهم فطاحل الشعراء والخطباء، والعامل الثاني: رغبتهم الجامحة في إطفاء نور الله تعالى والصد عن سبيله.

    ومع ذلك كله، لم يستطيعوا أن يخفوا أو ينكروا إعجاز القرآن وبلاغته وقوته، بل نسبوا إعجازه إلى ما لا يحسنه كل أحد كالسحر والكهانة، فأي تشكيك بعدهم في بلاغة القرآن الكريم وإعجازه، إنما هو ضرب من الكذب والهذيان، إذ إن أولى الناس بهذا التشكيك -وهم كفار قريش- وقفوا حائرين أمام عبارات القرآن وآياته، فكيف بالمولدين بعدهم ممن لا يحسن أحدهم إعراب جملة، أو بناء قصيدة، فضلاً عن أن يعارض معلقة من المعلقات المشهورة.

    ردحذف
  3. على أية حال ، فإن الهلال ليس من رموزنا الدينية كما توهم السائل ، وإنما اغتر برؤيته فوق قباب بعض المساجد ، ولأننا عهدناه لا يتثبت ولا يطلع ، فظن أن لصورة الهلال فى ديننا شأن كبير . 

    والإسلام لا يقدس الهلال ولا يحث على نشر صورته ، والهلال ليس رمزًا من رموز الإسلام بإطلاق . وإن ظن العامة والدهماء من النصارى وغيرهم أنه يقابل الصليب الوثنى عندهم . 

    والرسول عليه الصلاة والسلام لم يأمر بوضع هلال فوق الكعبة ولا داخلها ، وما زالت كذلك إلى الآن . وكذلك لم يأمر عليه الصلاة والسلام بوضع هلال فوق أى مسجد ، ولم يحمل أى مسجد على عهد الرسول عليه الصلاة والسلام أية أهلة لا فى عصره ولا فى سنوات تالية ، بل لم تعرف المأذنة والقبة أصلاً ! 

    وما من آية تأمر بوضع الهلال على المساجد أو غيرها ، وما من حديث فعل مثل ذلك لا صحيح ولا ضعيف ولا حتى موضوع ! 

    والخلاصة أن الهلال ليس رمزًا فى الإسلام كما توهم السائل ، وإنما يستخدمه المسلمون فى تحديد بدايات الأشهر مثلاً ، كما يستخدمون الشمس فى تحديد أوقات الصلوات . والشمس والقمر نعمتان من نعم الله ، لكن الإسلام حرم عبادتهما كما حرم عبادة أى مخلوق من دون الله . قال تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) فصلت 37
    ومن آياته ..اي من آيات الله ومن خلقه فالقمر آية وخلق من خلق الله تعالى فكيف يكون مخلوق ويكون معبود ..ام انه خلق نفسه ..لا ادري اي منطق تتحدث به؟
    ولو جادلت طفل مسلم لرد عليك بفطرته وقال لك ما عاذ الله ان نتخذ من القمر إلاها ونحن من هدانا الله لدين التوحيد.
    والحمد لله على نعمة العقل والإسلام

    ردحذف
  4. يعنى بعد كل هذا الكلام تنصحنا بأن نتبع المسيح المخلص - طيب ادخل على المسيحية والكتاب المقدس وناقش التشابه المتطابق مع السومرية والبابلية والرواقية والأفلاطوطنية وغيرها .. والا انت لاتبحث إلا فى الاسلام فقط وعند غيره كما نقول فى مصر تعمل نفسك من بنها .

    ردحذف
  5. لماذا لا تعترف بأن الأبياء حتما لهم الكرامات نفسها وال معجزة المعراج للأنبياء خاصة فقد عرج بأكر من 6 أنبياء

    ردحذف