الأربعاء، 4 يناير 2012

الأخطاء النحوية في القرآن

نأتي إلى موضوع آخر إذ يقال "إن القرآن هو أساس البلاغة بما يمتاز به من إعجاز لغوي"

ولكني أريد أن أسأل صاحب هذا الإدعاء ليجيبنا إن كان من علماء القرآن، ويسعدنا أيضا أن يوضح لنا علماء المسلمين الإجابة السليمة لما نطرحه من أسئلة، وليس لنا أي هدف آخر سوى معرفة الحق والحقيقة.

ـ فبخصوص إعجاز القرآن اللغوي قال الدكتور زغلول النجار في كتابه "من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم" (الجزء الأول ص 33): [ كل نبي وكل رسول قد أوتي من الكرامات ومن المعجزات ما يشهد له بالنبوة أو بالرسالة، وكانت تلك المعجزات مما تميز فيه أهل عصره. وتكلم عن موسى في زمن السحر، والمسيح في زمن الطب وقال عن محمد: " وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جاء في زمن كانت المزية الرئيسية لأهل الجزيرة العربية فيه هي الفصاحة والبلاغة وحسن البيان]

~ ونحن نتساءل:

أولاً:
كلنا قد تعلمنا في المدارس منذ المرحلة الابتدائية قاعدة "إسم إن" التي تقول: إنَّ وأخواتها تنصب المبتدأ وترفع الخبر، فنقول مثلا: "إن هذين لتلميذان" فجاءت لفظة "هذين" منصوبة لأنها إسم إن.

~ فكيف يأتي إسم إن في القرآن مرفوعا وليس منصوبا؟ كما في (سورة طه 20: 63) "إن هذان لساحران"؟

وحتى لا تظن يا عزيزي القارئ أننا نفسر القرآن كما يحلو لنا، الأمر الذي لا نسمح به لأنفسنا فللقرآن علماؤه ومفسروه، لهذا رجعنا إلى تفاسيرهم في الكتب التي بين أيادينا وعلى الإنترنيت. وإليك ما قاله علماء التفسير من المسلمين بخصوص إعراب هذه الآية القرآنية:

تفسير القرطبي:
ـ قال: قَرَأَ أَبُو عَمْرو" إِنَّ هَذَيْنِ لَسَاحِرَانِ"، وَرُوِيَتْ عَنْ عُثْمَان وَعَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا وَغَيْرهمَا مِنْ الصَّحَابَة. وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْحَسَن وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَإِبْرَاهِيم النَّخَعِيّ وَغَيْرهمْ مِنْ التَّابِعِينَ. وَمِنْ الْقُرَّاء الذين قرأوها هكذا: عِيسَى بْن عُمَر وَعَاصِم الْجَحْدَرِيّ.
ـ وأضاف القرطبي في تفسيره قائلا: َهَذِهِ الْقِرَاءَة مُوَافِقَة لِلْإِعْرَابِ وإن كانت مُخَالِفَة لِلْمُصْحَفِ.

~ هذه أمانة وشجاعة من القرطبي، إذ يقول: مُوَافِقَة لِلإِعْرَابِ وإن كانت مُخَالِفَة لِلْمُصْحَفِ.
~ وهذا يذكرني بمقال للمستشار محمد العشماوي في جريدة روزاليوسف بتاريخ 22/ 8/ 2003م يقول عنوان المقال: المسلمون لا يحتملون اليوم ما قالوه منذ ألف عام"

ثانيا:
في (سورة المائدة 5: 69) "إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون.."

~ المفروض أن تكون و"الصابئين" لأنها معطوفة على إسم إنَّ، فيجب أن تنصب، فقد جاءت منصوبة في:
_ سورة البقرة2: 62 " إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين .."
ـ وفي سورة الحج22: 17 " إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين .."

~ فكيف يفسر هذا التناقض في الإعراب؟ تأتي في سورة واحدة مرفوعة، وفي سورتين منصوبة. أرجو منك أن تسأل شيوخ المسلمين لتوضيح هذا الأمر توضيحا منطقيا مقبولا، هذا إن وجدت إجابة!

ثالثا:
ـ في سورة النساء 162:  "لكنْ الراسخون في العلم منهم. والمؤمنون ... والمقيمين الصلاة، والمؤتون الزكاة، والمؤمنون بالله ... أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما"

~ المفروض ان تكون المقيمون الصلاة لأنها معطوفة على مرفوع. ولنصغي لما قاله الطبري:

1) يقول الطبري: اِخْتَلَفَ قَائِلُو ذَلِكَ فِي سَبَب مُخَالَفَة إِعْرَابها:
ـ  َقَالَ بَعْضهمْ : ذَلِكَ غَلَط مِنْ الْكَاتِب، والصواب هُوَ : ... وَالْمُقِيمُونَ الصََّلاة.
ـ وأضاف الطبري: عَنْ الزُّبَيْر قَالَ : قُلْت لأَبَان بْن عُثْمَان بْن عَفَّان: مَا شَأْنهَا كُتِبَتْ { لَكِنْ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْم مِنْهُمْ.. وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاة } ؟ قَالَ: إِنَّ الْكَاتِب لَمَّا كَتَبَ { لَكِنْ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْم مِنْهُمْ } حَتَّى إِذَا بَلَغَ هذه الكلمة قَالَ: مَاذا أَكْتُب؟ قِيلَ لَهُ اُكْتُبْ { وَالْمُقِيمِينَ الصََّلاة } فَكَتَبَ مَا قِيلَ لَهُ.
ـ وأكمل الطبري حديثه: عَنْ هِشَام بْن عُرْوَة, عَنْ أَبِيهِ, أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَة عَنْ قَوْله: {وَالْمُقِيمِينَ الصََّلاة }, وَعَنْ قَوْله: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَاَلَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ } وَعَنْ قَوْله : { إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ }  فَقَالَتْ : يَا اِبْن أُخْتِي هَذَا عَمَل الْكِتَّاب أَخْطَئُوا فِي الْكِتَاب.

2) وهذا عين ما ذكره الساجستاني (في كتابه المصاحف ص 34)

~ ولهذا يتساءل كثير من الباحثين عن مدلول أخطاء الكتَّاب؟ أين إذن آية "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون؟؟؟؟ ويتجرأون في التساؤل: هل القرآن إذن منزَّل من عند الله؟ وأنا أرد على هذه التساؤلات التي تتعدى الخطوط الحمراء وأقول دعوا فرصة لعلماء القرآن أن يقولوا كلمتهم، وإن لم يردوا بالردود المقنعة فمن حقكم أن تعترضوا معبرين عن رأيكم الذي كفله لكم القانون والعرف والدين. وكما يقولون إن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.

رابعا:
الواقع أنني أفضل أن أذكر الأمثلة التي يدركها القارئ العادي، تاركاً الأخطاء النحوية العويصة لأناقشها مع المتخصصين. من تلك الأخطاء:

1) نصب الفاعل: فتلاميذ الإبتدائي يعرفون جيداً أن الفاعل دائما مرفوع ولكننا نجد الفاعل يأتي منصوبا في سورة البقرة 2: 124 "لا ينال عهدي الظالمين"
فالإعراب الصحيح: الظالمون لأنها فاعل، مرفوع. بمعنى "لا ينال الظالمون عهدي"

ـ لذلك قال الإمام الطبري في تفسيره الشهير: أنها جاءت في مصحف ابْن مَسْعُود: { لا يَنَال عَهْدِي الظَّالِمُونَ]

~ فكيف تكتب في المصحف خطأَ؟؟ إنه تساؤل يفرض نفسه.
                                                                
خامسا:
هناك أيضا تساؤل بخصوص ورود إسم ليس منصوبا في: سورة البقرة2: 177  "لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ"

الصواب: ليس البرُّ. لأن ليس من أخوات كان ترفع المبتدأ وتنصب الخبر.

ـ فقد جاء ت في [سورة الْبَقَرَة : 189 ] " وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا"

قال القرطبي:
ـ قَرَأَ حَمْزَة وَحَفْص "الْبِرَّ" بِالنَّصْبِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ " الْبِرُّ" بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ اِسْم لَيْسَ.

ـ وَكَذَلِكَ هُوَ فِي مُصْحَف أَُبِيِّ " لَيْسَ الْبِرّ بِأَنْ تُوَلُّوا" وَكَذَلِكَ فِي مُصْحَف اِبْن مَسْعُود أَيْضًا، وَعَلَيْهِ أَكْثَر الْقُرَّاء.

~ إذا كان هذا هو رأي أكثر القراء أن تكون مرفوعة، فلماذا تأتي في القرآن منصوبة في هذه الآية بالذات؟ فماذا يقول علماء الإسلام المعاصرين؟

سادسا:
نفس الشيء تكرر (نصب إسم كان) كما جاء في: سورة الرُّوم 30 : 10 " ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوءَ أَنْ كَذَّبُوا "

المفروض أن تكون عاقبةُ مرفوعة لأنها إسم كان.

ـ قال القرطبي: َقَرَأَ نَافِع، وَابْن كَثِير، وَأَبُو عَمْرو " ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةُ" بِالرَّفْعِ ويوضح القرطبي نفسه السبب إذ يقول: لأنها اِسْم كَانَ.

~ إذن لماذا تأتي في المصحف منصوبة؟؟؟؟

توجد أمثلة كثيرة جداً ما يزيد عن 275 خطأ ولكني أكتفي بالإشارة إلى بعض الأمثلة دون شرح وأترك اكتشاف الباقي لفطنة القارئ في قراءته للقرآن بعين فاحصة.

1ـ (سورة الْجَاثِيَة45 : 25) " مَا كَانَ حُجَّتَهمْ إَِّلا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ"

المفروض أن تكون "ما كان حجتُهم" لأنها إسم كان واسم كان لابد وأن يكون مرفوعا.

2ـ (سورة الْحَشْر59 : 17) " فَكَانَ عَاقِبَتَهمَا أَنَّهُمَا فِي النَّار خالديْن فيها"

المفروض أن تكون: "عاقبتُهما" مرفوعة إسم كان، والكلمة الثانية: "خالدان" خبر أنهما.

3ـ (سورة الأعراف 7: 160) "إن رحمت الله قريبٌ من المحسنين"، ومثلها في (سورة الشورى 42: 17) "".. لعل الساعةَ قريبٌ"

والمفروض أن تكون "رحمة الله قريبة"، "والساعة قريبة" لأن قواعد اللغة تقول: أن الخبر يتبع المبتدأ تذكيرا وتأنيثا.

هناك 4 تعليقات:

  1. لا توجد اخطاء وما ذكرته لا يتعدى انك لاتفهم الدلالات البلاغية ولصيغ النحوية فقد تعاملت مع ماورد في المصحف بصطحية شديدة وانبهك في البداية ان صناعة قواعد النحو متاخرة جدا عن فترة الوحي بل ان معظم القواعد النحوية تم اعتمادها بناءا على ما ورد في القران
    ادعوك لتعيد قراءاتك في النحو لتفهم متى تكون كان ناقصة وتعمل في المبتدا والخبر ومتى لا تؤثر وما معنى التنبيه وغيرها من اساسيات النحو والبلاغة وعلم البيان

    ردحذف
  2. هل قال القرطبي ذلك وعائشة ايضا وما الدليل على ان القرطبي وعائشة قالا ذلك

    ردحذف
  3. يعني مو معقول وصل معكون انو تكذبو كلام رب العالمين يالطف الله يثبتنا على دين الاسلام

    ردحذف
  4. يالله امانه تبقي لي زوجتك في الجنه ل اتمتع بها قليلا ثم اعطيها لك بعد منتصف الليل وهكذا.

    ردحذف